دال ميديا: في خطوة قد تغيّر ملامح سوق الطاقة في أوروبا، يستعد الاتحاد الأوروبي لاقتراح حظر شامل على استيراد الغاز الروسي — ولكن كما جرت العادة مع القرارات الكبيرة، التنفيذ لن يكون غدًا، بل بعد عدة سنوات.
بحسب ما نقلته وكالة Bloomberg عن مصادر مطلعة، يُنتظر أن تعلن المفوضية الأوروبية في ستراسبورغ يوم الثلاثاء عن خطة لوقف جميع واردات الغاز الأحفوري من روسيا بحلول نهاية عام 2027، سواء عبر الأنابيب أو عبر السفن الناقلة للغاز المسال.
خطوات تدريجية… بوتيرة سلحفاة أوروبية
لكن المفوضية لا تريد أن تقطع الإمدادات بشكل مفاجئ:
-
الواردات القائمة على عقود قصيرة الأجل (ما يُعرف بعقود “السبوت”) قد يتم إيقافها بالفعل بحلول نهاية 2025.
-
أما بقية الغاز — خصوصًا عبر اتفاقيات طويلة الأمد — فسيستمر في التدفق إلى حين نهاية 2027.
حتى ذلك الحين، يبدو أن روسيا ستواصل ضخ الغاز، وإن كان بنسبة أقل بكثير مما كانت عليه قبل بداية غزوها لأوكرانيا.
لعبة الأرقام تتغير
قبل الحرب، كانت روسيا تمثل أكثر من 40% من واردات الغاز الأوروبية.
الآن، بعد كل العقوبات وتغيير الموردين، انخفضت هذه الحصة إلى حوالي 19% فقط بحلول عام 2023.
ولكن الغريب أن الغاز المسال الروسي — عبر السفن — يشهد زيادة ملحوظة، بعد أن خفضت شركة غازبروم الروسية بشدة ضخ الغاز عبر الأنابيب.
بمعنى آخر:
إذا لم تأتِك الجرة عبر الأنبوب، ستأتيك عبر الميناء.
أوروبا تحضر العصا… ولكن تخطط للضربة لاحقاً
الرسالة واضحة: أوروبا تريد التخلص من الغاز الروسي.
لكن التنفيذ، كالعادة، ينتظر دوره في طابور البيروقراطية الأوروبية، وربما أيضاً في طابور الفواتير الشتوية الثقيلة.
المصدر: SVT