البحرية الأمريكية تزيل مئات الكتب… وتُبقي على ’كفاحي‘ وكتب عن تفوق البيض

البحرية الأمريكية. by Maya Angelou.Credit...Patrick Semansky/Associated Press

دال ميديا: في خطوة مثيرة للجدل، قامت الأكاديمية البحرية الأمريكية بإزالة 381 كتابًا من مكتبتها الرئيسية “نيميتز” تنفيذًا لأمر صادر عن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، استنادًا إلى مرسوم رئاسي سابق وقّعه الرئيس دونالد ترامب، يقضي بـ”وقف عمليات التلقين الراديكالي في المؤسسات التعليمية”.

الكتب التي تم سحبها تتناول مواضيع مثل العنصرية، الهوية الجندرية، وقضايا الهولوكوست والتمييز ضد الأقليات، بحسب ما كشفته صحيفة نيويورك تايمز التي نشرت قائمة كاملة بالعناوين التي تم إزالتها.

وبحسب تحليل الصحيفة، فإن 293 من هذه الكتب تتضمن في توصيفها الموضوعي كلمة “عنصرية”، فيما ترد كلمة “الجندر” أو “النوع الاجتماعي” في توصيف 277 كتابًا.

من بين الكتب المحذوفة:

“أعرف لماذا يغني الطائر في القفص” للكاتبة مايا أنجيلو، الذي يسرد تجربتها الشخصية مع العنصرية والصدمة النفسية.

“كيف تصبح مناهضًا للعنصرية” للكاتب إبرام إكس. كيندي.

“إحياء ذكرى الهولوكوست”، وهو عمل أكاديمي يتناول معاناة النساء خلال المحرقة.

بينما بقيت كتب مثيرة للجدل على الرفوف

ما زالت بعض الكتب المثيرة للجدل في متناول الطلاب، مثل كتاب “كفاحي” لأدولف هتلر، والذي يروج لأفكار نازية، وكتاب “The Bell Curve”الذي يدعي أن الفروق العرقية في الذكاء سببها عوامل وراثية، وقد أُدين على نطاق واسع بأنه يروج للعنصرية العلمية.

وصرّح المتحدث باسم الأكاديمية، تيم هوكينز، أن الكتب “لم تُحظر بالكامل” بل نُقلت إلى غرفة لا تتاح للطلاب فيها بشكل مباشر. وأضاف:

“نُفذت مراجعة مبدئية شملت 900 كتاب بناءً على كلمات مفتاحية، ومن ثم حُددت قرابة 400 منها للإزالة”.

تحذيرات من المساس بحرية الفكر

الخطوة أثارت موجة من الانتقادات، خاصة من داخل المؤسسة العسكرية نفسها. فقد علّق الأميرال المتقاعد جيمس ستافريديس، القائد السابق للقوات الأمريكية في أوروبا، قائلاً:

“حظر الكتب قد يكون مؤشرًا مبكرًا على خنق حرية التعبير والتفكير المستقل”.

وأضاف:

“نحن بحاجة إلى ضباط متعلمين، لا مُلقَّنين. الكتب التي تتحدى قناعاتنا تجعلنا أقوى”.

يُذكر أن الأكاديمية البحرية الأمريكية تضم مكتبة ضخمة تحتوي على مئات الآلاف من الكتب، ولم تكن هذه العناوين جزءًا من مناهج إجبارية، بل مواد للاطلاع الذاتي.

بينما لم تصدر وزارة الدفاع تعليقًا مباشرًا على الانتقادات، يتوقع مراقبون أن يثير القرار جدلاً مستمرًا في الأوساط الأكاديمية والعسكرية، لا سيما في ظل الانتخابات الرئاسية المقبلة، وما تشهده الساحة الأمريكية من استقطاب ثقافي وسياسي واسع.

المزيد من المواضيع