التظاهر بالعمل… أفضل من لا شيء: عندما تصبح المكاتب ديكورًا ضد الإحراج الاجتماعي

البطالة في الصين و عمل وهمي للشباب.

دال ميديا: في الصين، حيث العمل مرادف للكرامة الاجتماعية، لجأ بعض العاطلين إلى ابتكار حل عبقري… أو ربما عبثي: التظاهر بأنهم موظفون في شركات لا وجود لها أصلاً!

تخيل مكاتب أنيقة، أجهزة كمبيوتر حديثة، استراحات قهوة وجلسات اجتماعات… كل شيء يبدو جديًا – حتى تصل إلى الحقيقة الصادمة:
لا أحد يعمل فعليًا.

على منصات التواصل الاجتماعي الصينية، انتشرت ظاهرة “العمل الوهمي”، حيث ينشر الشباب يومياتهم كأنهم موظفون حقيقيون، في محاولة لتفادي النظرة المجتمعية الدونية نحو البطالة.

ستة يورو في اليوم… لتبدو مشغولاً!

مقابل نحو ستة يورو يوميًا، يقضي هؤلاء ساعات عمل كاملة في مكاتب مزيفة، يحضرون اجتماعات لا تتخذ أي قرارات، ويملؤون وقتهم بلقطات تصورهم “مشغولين للغاية”.

بحسب الإحصائيات الرسمية، تصل نسبة البطالة بين الصينيين تحت سن 24 إلى 17%، ولكن خبراء يعتقدون أن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير – خصوصًا مع الركود الذي يضرب أسواق العمل في المدن الكبرى.

رجال أعمال يستثمرون في “الوهم”

بعض رواد الأعمال رأوا في هذه الظاهرة فرصة ذهبية.
يولونغ ليو، مثلاً، يدير مؤسسة وهمية تستضيف عاطلين عن العمل مقابل أجر رمزي، ويوفر لهم مكاتب أنيقة ومساحات للراحة بل وحتى إطلالات خلابة… لا لشيء سوى التظاهر!

“هنا منطقة الاستقبال… فارغة. هنا مساحة العمل… لا أحد يعمل فعليًا”، يقول ليو بابتسامة وهو يرشد زواره في جولة داخل مؤسسته.

وهم العمل… راحة نفسية

بالنسبة إلى داني وو (21 عامًا)، كانت المكاتب الوهمية وسيلتها للهروب من أسئلة العائلة والضغوط الاجتماعية.
تذهب يوميًا منذ شهرين إلى “عملها” المزعوم، تلتقط صورًا لمكان عملها لتطمئن عائلتها، وحتى صديقها لا يعلم أنها عاطلة عن العمل.

أما جيهان وو فتلخص الأمر بمرارة:

“العمل الحقيقي قاسٍ، طويل الساعات ومهين أحيانًا. في هذا الوهم… على الأقل نشعر أننا لسنا منبوذين.”

ربما لا ينتجون شيئًا فعليًا، لكنهم – ولو ليوم إضافي – يصنعون لأنفسهم حكاية جميلة… عن عمل غير موجود.

المزيد من المواضيع