دال ميديا: في لحظة طال انتظارها، يمثل اليوم أمام القضاء السويدي أسامة كريم، الشاب المولود في مدينة مالمو، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب مروعة وجرائم إرهابية في سوريا قبل نحو عشر سنوات، حين كان أحد أفراد تنظيم “داعش”.
الاتهامات الموجهة إلى كريم، البالغ من العمر 32 عامًا، لا تقل فظاعة عن أسوأ ما وثقته الحروب: احتجاز طيار أردني داخل قفص حديدي قبل إشعاله حيًا بالنار. الجريمة التي هزّت العالم وصدمت البشرية، تم تصويرها من قبل التنظيم الإرهابي وبُثت كدعاية عبر قنواته الإعلامية، لتصبح واحدة من أكثر صور الإرهاب وحشية في التاريخ الحديث.
“الإرهاب الموثق”: عندما يتحوّل الفيديو إلى دليل إدانة
يُشتبه بأن كريم، وهو ملثم ومسلّح، شارك في احتجاز الطيار الأردني معاذ الكساسبة بعد سقوط طائرته فوق الرقة في ديسمبر 2014. ووفق لائحة الاتهام، فقد شارك كريعم في عملية احتجازه داخل قفص معدني، تم إشعاله لاحقًا من قبل عنصر آخر.
وتعد هذه المحاكمة الأولى من نوعها عالميًا التي تستهدف مسؤولية مباشرة عن تلك الجريمة، في وقت يزداد فيه التركيز على ملاحقة جرائم الحرب التي ارتكبها داعش ضد الأسرى والمدنيين.
إرث إرهابي طويل: من الرقة إلى باريس وبروكسل
كريم ليس غريبًا عن أروقة القضاء الأوروبي. فقد حُكم عليه بالسجن المؤبد في بلجيكا لدوره في هجمات باريس عام 2015، وكذلك هجمات بروكسل عام 2016، والتي أودت بحياة العشرات وخلّفت مئات الجرحى.
وقد تم تسليمه إلى السويد في مارس الماضي خصيصًا للمثول أمام المحكمة بشأن الجرائم المرتكبة في سوريا.
في جلسات التوقيف، أنكر كريم ارتكابه لأي جريمة، رغم حجم الأدلة المصورة والشهادات التي ربطته بالمجزرة.
لكن هذه القضية تفتح الباب أمام سويد جديدة – تحاكم أبناءها ممن حملوا السلاح في صفوف داعش، بعد سنوات من الجدل حول مسؤولية الدول في ملاحقة العائدين من بؤر الصراع.
المصدر: SVT