رغم التراجع الواضح في مبيعات سوق الإلكترونيات بشكل عام، إلا أن التلفزيونات العملاقة التي تزيد عن 75 بوصة تسجل ارتفاعًا ملحوظًا في المبيعات خلال عام 2024. هذا الاتجاه يأتي في ظل انخفاض عام في مبيعات الإلكترونيات الأخرى، مما يعكس تحولًا في سلوك المستهلكين وأولوياتهم.
الإقبال على التلفزيونات الكبيرة
وفقًا لتقرير صادر عن جمعية الإلكترونيات السويدية، سجلت مبيعات التلفزيونات من 75 بوصة وما فوق زيادة بنسبة 36% في أول ثلاثة أرباع من عام 2024. ويعود هذا الارتفاع إلى رغبة المستهلكين في تعزيز تجربة الترفيه المنزلية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي جعلت الناس يقضون وقتًا أطول في منازلهم ويبحثون عن وسائل لتحسين رفاهيتهم اليومية.
وتعتبر بيرنيلا إينيبريك، الرئيسة التنفيذية لجمعية الإلكترونيات، أن هذه الظاهرة ليست مفاجئة، بل هي انعكاس مباشر للحالة الاقتصادية المتباطئة. وقالت: “في ظل استمرار ارتفاع أسعار الفائدة وزيادة عدم اليقين في سوق العمل، من المتوقع أن يحجم المستهلكون عن شراء الإلكترونيات. ومع ذلك، نرى أن الأجهزة التي تعزز تجربة المنزل تبقى في مقدمة اهتماماتهم”.
أسعار متباينة تلبي احتياجات مختلفة
التلفزيونات العملاقة من مختلف العلامات التجارية تتوفر بأسعار متفاوتة تناسب شريحة واسعة من العملاء. حيث تبدأ الأسعار من 8,000 كرونةللتلفزيونات ذات المواصفات القياسية، وتصل إلى 90,000 كرونة للطرازات الفاخرة التي تأتي بتقنيات متطورة مثل شاشات OLED ودعم دقة 8K وغيرها من الميزات المتقدمة.
تحذيرات بشأن التلفزيونات الذكية
ورغم الإقبال المتزايد على هذه الأجهزة، أصدرت منظمة مركز الديمقراطية الرقمية (CDD) تقريرًا يحذر من المخاطر المتعلقة بالخصوصية التي قد تشكلها التلفزيونات الذكية، حيث وصف التقرير هذه الأجهزة بأنها مثل “حصان طروادة” في المنازل، وذلك بسبب قدرتها على جمع البيانات الشخصية للمستخدمين عبر الإنترنت دون علمهم الكامل.
تراجع مبيعات الإلكترونيات الأخرى
على الرغم من الازدهار في مبيعات التلفزيونات العملاقة، فإن سوق الإلكترونيات الأوسع يشهد انخفاضًا في مبيعات الأجهزة الأخرى. حسب التقرير، تراجعت مبيعات الكمبيوترات المحمولة بنسبة 10.5%، والهواتف المحمولة بنسبة 2.5%، كما انخفضت مبيعات الأجهزة اللوحيةوالكتب الإلكترونية بنسبة 3.7%. وحدث انخفاض أكبر في مبيعات الساعات الذكية بنسبة 7.4%.
تأثير الركود الاقتصادي
تشير الأرقام إلى أن السوق يعاني من ركود اقتصادي ملحوظ، حيث سجلت مبيعات الإلكترونيات عمومًا انخفاضًا بنسبة 7% خلال عام 2023، بينما استمرت التراجعات خلال عام 2024 بنسبة 4.5% خلال الأشهر التسعة الأولى.
ومع استمرار التحديات الاقتصادية وارتفاع التكاليف المعيشية، يبدو أن المستهلكين باتوا أكثر حرصًا على استثمار أموالهم في منتجات تقدم لهم قيمة أكبر في حياتهم اليومية، مثل التلفزيونات الكبيرة التي توفر تجربة ترفيهية محسنة في المنزل.
المصدر: nyheter24