العملية التي أذهلت الروس: أوكرانيا تدمّر 40 طائرة حربية بهجوم خفي خُطط له على مدى 18 شهرًا

الهجمة الجوية المباغتة الأوكرانية التي أربكت روسيا. TV4

دال ميديا: في تطور عسكري دراماتيكي قد يُغيّر قواعد اللعبة على الجبهة الشرقية، كشفت أوكرانيا عن تنفيذ عملية سرّية بالغة التعقيد استهدفت قواعد جوية روسية في عمق الأراضي الروسية، وأدت إلى تدمير ما لا يقل عن 40 طائرة مقاتلة استراتيجية، وخسائر مالية تُقدّر بـ 7 مليارات دولار.

العملية، التي حملت الاسم الرمزي “شبكة العنكبوت” (Operation Spider Web)، كانت أشبه بفيلم تجسّس من العيار الثقيل، إذ استغرقت 18 شهرًا من التخطيط والتنسيق والتجهيز اللوجستي، قبل أن تُنفّذ بهدوء وصمت، وتضرب في لحظة واحدة مواقع متفرقة في روسيا.

من الحاويات إلى الهجوم الجوي: سيناريو غير تقليدي

بحسب ما كشفت عنه السلطات الأوكرانية، فقد تم تهريب الطائرات المسيّرة إلى روسيا داخل حاويات شحن مدنية مغلقة، نُقلت على متن شاحنات عادية إلى خمس قواعد جوية مختلفة. وعند الوصول، كان العملاء الأوكرانيون قد انسحبوا من البلاد بهدوء، في حين تم لاحقًا فتح الحاويات عن بُعد وإطلاق المسيّرات باتجاه أهدافها المحددة.

المسيّرات، التي صُمّمت خصيصًا لهذه المهمة، نفّذت هجومًا منسقًا استهدف قواعد تستخدمها روسيا في عملياتها الجوية، لا سيما تلك التي تضم طائرات قاذفة بعيدة المدى ضمن ما يُعرف بـ “الثالوث النووي” الروسي.

صدمة في موسكو… واتهامات بالتقصير

النتائج، بحسب كييف، كانت مذهلة:
أكثر من 34٪ من طائرات القاذفة الاستراتيجية الروسية خرجت من الخدمة، بما يشكّل ضربة مباشرة لقدرات الردع الجوية الروسية.

في المقابل، التزمت موسكو الصمت رسميًا، لكن تعليقات المدونين العسكريين الروس ومحللين مقربين من النظام عبّرت عن غضب وذهول من حجم الاختراق، واصفين العملية بأنها تمثّل “بيرل هاربر جديدة”، في إشارة إلى الهجوم الياباني المفاجئ على الأسطول الأمريكي عام 1941.

خبير عسكري: “العملية ستُدرّس”

الضابط السويدي المتقاعد يورغن إلففينغ، قال في تصريحات صحفية إن الهجوم الأوكراني يُعد “أحد أكثر العمليات جرأة ودقة في تاريخ الحرب الحديثة”، مضيفًا أن:

“الخسائر المعلنة مصدرها الجانب الأوكراني، لكنها في كل الأحوال تمثل ضربة نفسية وعسكرية كبيرة لموسكو.”

هل السويد مستعدة لهكذا سيناريو؟

على صعيد آخر، حذر الباحث في كلية الدفاع السويدية هنريك باولسون من أن العملية تفتح أعين العالم على مدى سهولة تنفيذ هجمات مركبة باستخدام أدوات مدنية مغلّفة بأهداف عسكرية.

وقال باولسون:

“لو تم تنفيذ هجوم مشابه على أراضينا اليوم، فإننا لا نملك الدفاعات المناسبة لردعه. تخيّلوا طائرات مسيّرة تنطلق من حاويات متوقفة قرب مطار أرلاندا أو في ضواحي ستوكهولم… الأمر مرعب بكل المقاييس.”

لقاء في إسطنبول… ومطالب متبادلة

بالتزامن مع الضربة، عُقد اجتماع رفيع في إسطنبول بين ممثلين عن روسيا وأوكرانيا، تم خلاله تبادل قوائم المطالب لأول مرة بشكل رسمي، كما تم التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل 1000 أسير من كل طرف.

في خطوة لافتة، التزمت روسيا أيضًا بـ تسليم رفات 6000 جندي أوكراني سقطوا خلال الأشهر الماضية، وطرح الجانب الروسي هدنة مؤقتة تمتد من يومين إلى ثلاثة أيام في مناطق معينة من الجبهة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام تركية وأوكرانية.


خلاصة المشهد

عملية “شبكة العنكبوت” تفتح فصلًا جديدًا في الصراع المعقّد بين موسكو وكييف، لكنها أيضًا تدق ناقوس الخطر أمام الدول الأوروبية — ومنها السويد — بشأن هشاشة البنية الأمنية في مواجهة التكنولوجيا غير التقليدية.

فإذا كانت أوكرانيا قد اخترقت قلب روسيا من الداخل… فما الذي يمنع تكرار السيناريو، لكن هذه المرة في الغرب؟

المصدر: TV4

المزيد من المواضيع