دال ميديا: بينما تعاني السويد من نقص حاد في عدد الأطباء المتاحين بشكل دائم للمرضى، نجحت النرويج في تحقيق ما يشبه المعجزة الطبية: لكل مواطن تقريباً طبيبه الخاص في نظام الرعاية الأولية. والنتائج؟ انخفاض في معدلات الوفاة، وعدد أقل من الزيارات غير الضرورية للمستشفيات.
تقرير حديث صادر عن التلفزيون السويدي SVT، ألقى الضوء على هذا الفارق الصارخ، متسائلًا: لماذا لم تتبنَ السويد النموذج النرويجي بعد، رغم فوائده المثبتة؟
وفقاً للهيئة النرويجية للصحة، يتمتع أكثر من 97٪ من السكان بعلاقة مستمرة مع طبيبهم الشخصي، وهو ما يُعرف بـ fastlege، ما يمنحهم استمرارية في المتابعة الطبية، وثقة في التشخيص والعلاج. في المقابل، لا يشعر سوى أقل من 30٪ من السويديين بأن لديهم طبيبًا ثابتًا، رغم أنهم مُسجلون على ورق في مراكز الرعاية.
“عندما أسمع أنكم في السويد لا تملكون طبيبًا خاصًا، أتساءل: كيف تعيشون؟ أليس ذلك صعبًا؟”، تقول كاترين إليزه أولسن، وهي مريضة نرويجية من أوسلو، بدهشة بالغة.
السر النرويجي لا يقتصر فقط على تخصيص طبيب لكل شخص، بل يمتد إلى نظام الدوران الطبي الذي يضمن توفير أطباء حتى في أقصى المناطق الشمالية. وهو ما رصدته كاميرات SVT خلال زيارة لإحدى البلديات النائية في الشمال، وكذلك في قلب العاصمة أوسلو، حيث تم توثيق تفاعل المرضى مع أطبائهم الذين يعرفون تاريخهم الصحي منذ سنوات.
وفي الوقت الذي دعت فيه الهيئة السويدية للصحة الاجتماعية إلى تكثيف الجهود لتوسيع مفهوم “الطبيب الشخصي”، يبدو أن الطريق لا يزال طويلاً، ما يفتح باباً واسعاً للنقاش حول أولويات الإصلاح في النظام الصحي السويدي.
المصدر: SVT