دال ميديا: في خطاب ناري حمل ملامح البرنامج الانتخابي المرتقب لعام 2026، أعلنت زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ماغدالينا أندرشون، عن ثلاث أولويات كبرى قالت إنها ستقود السويد نحو مستقبل أكثر أمنًا ووحدة وازدهارًا. الخطاب الذي ألقته خلال مؤتمر الحزب في غوتنبرغ لم يخلُ من التوتر، حيث قاطعه ناشطون من المدرجات قبل أن يُستأنف بصيغة حاسمة.
أمنٌ داخلي وخارجي: لا مساومة على الحماية
في الجزء الأكبر من خطابها، شددت أندرشون على أن تعزيز الأمن الداخلي والخارجي يجب أن يكون أولوية مطلقة. تحدثت عن إعادة تسليح السويد بوتيرة غير مسبوقة، في ظل التهديدات المتزايدة، قائلة:
“نعم، سيكلفنا هذا الكثير… لكن هناك أشياء لا تُقاس بالمال، ومنها الأمان”.
وعلى المستوى الداخلي، أعادت أندرشون التأكيد على مطلب حزبها القديم والجريء: سنّ قانون “مافيا سويدي”، يتضمن:
-
تفعيل نظام “الشاهد الملك” (kronvittne) لحماية المتعاونين مع العدالة.
-
تمكين القضاء من محاكمة الشركات المتورطة تجاريًا مع العصابات.
-
إجراءات استباقية لكبح توسع الشبكات الإجرامية.
“دعونا نكون صادقين مع أنفسنا: لم تنجح أي حكومة – ولا حتى الحالية – في كسر شوكة الجريمة المنظمة”، أضافت أندرشون.
انقسام المجتمع… وضرورة توحيده
أندرشون ربطت تفشي الجريمة بـالتمييز والتهميش والانعزال الاجتماعي، مصورةً السويد كدولة بدأت تتشظى إلى مجتمعات موازية.
ورغم دعمها لـ”سياسة هجرة صارمة”، دعت إلى اندماج قائم على المطالبة والاحترام، لا على التمييز والعنصرية:
“نعم لمطالب تعلم اللغة والعمل. لا للعنصرية، لا للتشكيك في الانتماء”.
البرنامج الجديد… بين الخطاب والتنازلات
في خلفية الخطاب، لم تغب الخلافات الداخلية داخل الحزب، خصوصًا حول مصطلح “سياسة هجرة صارمة” الذي أثار جدلًا واسعًا خلال مراجعة برنامج الحزب. وبعد انتقادات من الجناح اليساري، تم تعديل النص ليصبح:
“سياسة هجرة مستدامة على المدى الطويل، ينبغي أن تكون صارمة في المستقبل المنظور”.
لكن مع ذلك، بدا واضحًا أن أندرشون تحاول الموازنة بين الواقعية السياسية والهوية الاشتراكية التقليدية، وسط تصاعد الاستقطاب السياسي في البلاد.
المصدر: svt