دال ميديا: في حدث دبلوماسي يُعد الأول من نوعه منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقبل نظيره السوري أحمد الشرع يوم غد الأربعاء، السابع من مايو/أيار.
الرئاسة الفرنسية أكدت أن الدعوة تأتي تعبيرًا عن “التزام فرنسا التاريخي تجاه تطلعات الشعب السوري إلى السلام والديمقراطية”، مشيرة إلى أن اللقاء سيركز على ملفات ساخنة مثل الاستقرار الإقليمي، الوضع في لبنان، ومكافحة الإرهاب.
وكان ماكرون قد وجّه دعوته الأولى للشرع في فبراير الماضي، وربطها لاحقًا بدعوة لتشكيل حكومة سورية شاملة تمثل كافة أطياف المجتمع المدني — خطوة رأى فيها مراقبون محاولة أوروبية لدعم استقرار المشهد السوري الجديد.
تأتي الزيارة وسط أجواء إقليمية مشحونة: تصاعد التوترات مع إسرائيل، وارتفاع وتيرة العنف الطائفي، خاصة ضد الطائفة الدرزية، ما أسفر عن مئات الضحايا. وقد دانت وزارة الخارجية الفرنسية الأسبوع الماضي تلك الاعتداءات ودعت إلى ضبط النفس واستعادة الهدوء.
وفي خلفية المشهد، قرر الاتحاد الأوروبي مؤخرًا تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا: تعليق القيود على قطاعات الطاقة والمصارف والنقل، والسماح بمرونة مالية جديدة للمصرف المركزي السوري — خطوات وُصفت بأنها دعم غير مباشر لجهود إعادة الإعمار.
ولم تكن هذه الزيارة وليدة اللحظة: ففي يناير الماضي، استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع وزيري الخارجية الفرنسي والألماني في دمشق، في لقاء اعتبره كثيرون إشارة مبكرة لانفتاح أوروبي خجول على الحكومة السورية الجديدة.
ويبقى السؤال: هل تؤسس زيارة باريس لعودة كاملة لسوريا إلى الحاضنة الأوروبية؟ أم أن الطريق إلى الاعتراف الكامل لا يزال مليئًا بالألغام السياسية؟