بعد صراع قضائي طويل.. لعبة “فورت نايت” تستعيد مكانتها على أجهزة أبل في أوروبا

REUTERS
REUTERS

بعد غياب استمر لأكثر من أربع سنوات، تعود لعبة “فورت نايت” الشهيرة إلى أجهزة “أبل” بفضل قرار صادر عن الاتحاد الأوروبي يجبر شركة “أبل” على إتاحة تحميل التطبيقات من خارج متجرها الحصري. ويأتي هذا التطور بعد نزاع طويل بين “إيبيك جيمز”، مطورة “فورت نايت”، وعملاق التكنولوجيا “أبل”، والذي أدى في عام 2020 إلى إزالة اللعبة من متجر “أبل” الرسمي.

خلفية النزاع

بدأ الخلاف بين الشركتين في عام 2018، عندما اتهمت “أبل” شركة “إيبيك” بانتهاك سياسات نظام “iOS” الخاص بها. وكان السبب وراء هذا الاتهام هو أن “إيبيك” حاولت تجاوز نظام الدفع الخاص بـ”أبل” في لعبة “فورت نايت”، وذلك لتجنب الاقتطاعات الكبيرة التي تفرضها “أبل” على مشتريات المستخدمين داخل التطبيقات. كانت “أبل” تأخذ نسبة تتجاوز 30% من الإيرادات المحققة عبر عمليات الشراء داخل التطبيق، وهو ما رفضته “إيبيك جيمز”، معتبرة أن هذا النظام غير عادل ويؤثر بشكل كبير على أرباحها.

نتيجة لهذا الخلاف، قررت “أبل” إزالة “فورت نايت” من متجر التطبيقات الخاص بها، مما جعل اللعبة غير متاحة للتنزيل أو التحديث على جميع الأجهزة التي تعمل بنظام “iOS”. ومنذ ذلك الحين، توقفت إمكانية الوصول إلى اللعبة على أجهزة “أبل”، وأصبح الخلاف بين الشركتين قضية قانونية كبيرة.

قرار الاتحاد الأوروبي

في تطور جديد في هذا الصراع، قرر الاتحاد الأوروبي التدخل وإصدار حكم يلزم “أبل” بفتح منصتها أمام التطبيقات المطورة من أطراف ثالثة والسماح بتحميلها من مصادر خارجية، وليس فقط عبر متجر “أبل” الرسمي. واعتبر هذا الحكم خطوة مهمة نحو تحقيق تنافسية أكبر في سوق التطبيقات الإلكترونية، حيث كان متجر “أبل” يحتكر إلى حد كبير عملية توزيع التطبيقات على أجهزتها.

وبناءً على هذا القرار، أعلنت “أبل” عن امتثالها لأحكام الاتحاد الأوروبي، مما يسمح لمستخدمي أجهزة “iOS” في أوروبا بإعادة تحميل لعبة “فورت نايت” على أجهزتهم عبر منصات أخرى خارج متجر “أبل”.

ردود الفعل والآثار

عبر حسابه على منصة “إكس” (المعروفة سابقًا باسم تويتر)، أعلن تيم سويني، الرئيس التنفيذي لشركة “إيبيك جيمز”، عن عودة “فورت نايت” إلى أجهزة “أبل” في أوروبا قائلًا: “فورت نايت تحررت أخيرًا على أجهزة iOS في أوروبا”. وأعرب عن تفاؤله بأن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام تغييرات مماثلة في بقية أنحاء العالم.

ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا القرار سينطبق على المستخدمين خارج الاتحاد الأوروبي، حيث قد تختلف القوانين والمتطلبات التقنية في الولايات المتحدة والبلدان الأخرى. ويُتوقع أن يستمر الضغط على “أبل” لتبني سياسات مشابهة عالميًا، خاصة وأن العديد من الدول الكبرى بدأت في مراجعة سياسات الشركات التقنية الكبرى لضمان المنافسة العادلة.

وضع الصناعة

يُذكر أن هذا النزاع قد سلّط الضوء على المسائل المتعلقة بالسيطرة الاحتكارية في صناعة التكنولوجيا والبرمجيات، خاصة فيما يتعلق بالأسواق الإلكترونية ومبيعات التطبيقات داخل الأنظمة المغلقة مثل نظام “iOS”. وكان لقرار الاتحاد الأوروبي تأثير كبير على المشهد التكنولوجي، حيث اعتبره البعض انتصارًا كبيرًا للشركات المطورة للتطبيقات التي كانت تواجه تحديات كبيرة في التنافس مع منصات مثل “أبل” و”جوجل”.

تأثيرات مستقبلية

من المتوقع أن تؤثر هذه التغييرات على العديد من الشركات الأخرى التي تعتمد على منصات “أبل” لتوزيع تطبيقاتها، وربما تدفع باتجاه تحول أوسع في سياسات متاجر التطبيقات الرقمية. كما قد يشهد المستقبل مزيدًا من التعاون بين “إيبيك جيمز” و”أبل”، أو ربما استمرار التوترات إذا لم يتم تعميم القرار على المستوى العالمي.

ملخص

في النهاية، عودة “فورت نايت” إلى أجهزة “أبل” في أوروبا تمثل انتصارًا كبيرًا لشركة “إيبيك جيمز” بعد سنوات من الصراع القضائي، ولكن تبقى الأسئلة قائمة حول ما إذا كان المستخدمون في بقية أنحاء العالم سيحظون بالفرصة نفسها. ومع التغيرات المستمرة في سياسات التكنولوجيا، يظل هذا الموضوع مفتوحًا للتطورات الجديدة، مما يعكس التحديات التي تواجهها الشركات الكبرى في الحفاظ على ممارسات تنافسية عادلة في سوق التطبيقات الرقمية.

المصدر: The Verge

المزيد من المواضيع