دال ميديا: وصل الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى باريس، اليوم الأربعاء، في أول زيارة رسمية له إلى أوروبا منذ توليه السلطة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا ومصادر فرانس برس.
وسيلتقي الشرع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، حيث يتصدر جدول أعمال اللقاء ملفات إعادة إعمار سوريا، وتعزيز التعاون الاقتصادي، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي شوهت صورة السلطات الجديدة في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد.
“سيدعو ماكرون الرئيس الشرع إلى مكافحة الإفلات من العقاب ومحاكمة مرتكبي الانتهاكات، مع التشديد على حماية جميع مكونات المجتمع السوري”، وفق بيان صادر عن قصر الإليزيه.
انتقادات داخل فرنسا
زيارة الشرع فجرت موجة من الانتقادات في الأوساط السياسية الفرنسية، خصوصًا من أحزاب اليمين واليمين المتطرف، الذين اتهموا الشرع بماضٍ جهادي وعلاقته السابقة بتنظيم القاعدة.
وتنوي مجموعات معارضة، بينها ممثلون عن الطائفة العلوية الفرنسية، التظاهر في باريس احتجاجًا على استقباله.
في المقابل، برر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الانفتاح على الشرع بأنه “ضرورة أمنية”، محذرًا من أن مقاطعة السلطات الانتقالية السورية قد يفتح الطريق أمام عودة التنظيمات الإرهابية.
الملفات الشائكة على الطاولة
المباحثات بين الشرع وماكرون ستتناول أيضًا قضايا إقليمية شائكة مثل التوتر مع إسرائيل، ومستقبل العلاقة مع لبنان، ومخاوف باريس من عودة التصعيد الطائفي في سوريا، خاصة بعد الاشتباكات التي أودت بحياة آلاف المدنيين خلال الأشهر الماضية.
وفيما يسعى الشرع إلى رفع العقوبات الأوروبية والأمريكية المفروضة على دمشق، تبدي باريس حذرًا، وتؤكد أن رفع العقوبات مرتبط بالتزام السلطات الانتقالية بمبادئ حقوق الإنسان وحماية الأقليات.
“رفع العقوبات ليس منةً على السوريين بل استحقاق مرتبط بالإصلاحات”، قال المحلل وسيم نصر لقناة فرانس24.
ويبدو أن زيارة الشرع إلى باريس ستكون اختبارًا صعبًا، ليس فقط له شخصيًا بل للجهود الدولية الساعية إلى رسم ملامح سوريا جديدة.
المصدر: فرانس24