دال ميديا: في عالم التجارة الدولية، لا تمر التصريحات عبثًا، ولا تُنسى التهديدات بسهولة، إلا إذا كنت دونالد ترامب، حيث بات يعرف عنه نمط فريد في التعامل مع السياسات الجمركية: يهدد، يلوّح، ثم يتراجع. هذا النمط المتكرر أطلق عليه اقتصاديون ومحللون مصطلحًا ساخرًا جديدًا: TACO-trade، اختصارًا لـ “Trump Always Chickens Out” – أي “ترامب دائمًا ينسحب في اللحظة الأخيرة”.
هذا المصطلح الذي أطلقه الصحفي روبرت أرمسترونغ من صحيفة فايننشال تايمز، وانتشر لاحقًا عبر منصة X، يصف ببساطة ما أصبح يُرى كـ “نمط ترامب”: تهديدات بتعريفات جمركية ضخمة على دول أو قطاعات، ثم تراجع مفاجئ، تأجيل، أو تخفيف في اللحظة الأخيرة.
ليست مزحة فقط… بل فوضى اقتصادية
لكن بحسب الخبيرة الاقتصادية ماريا بيرشون، أستاذة الاقتصاد بجامعة لوند، فإن وراء المزاح تداعيات جدّية:
“المصطلح ساخر بلا شك، لكنه يُبسط الأمور أكثر مما ينبغي. ترامب لا ينسحب دائمًا، بل ينجح أحيانًا في فرض تغييرات حقيقية ومؤلمة على النظام التجاري العالمي”.
وترى بيرشون أن التهديدات المتكررة، حتى وإن تراجعت، تركت أثرًا سلبيًا على الأسواق العالمية، خصوصًا في ما يتعلق بثقة المستثمرين وقدرة الشركات على التخطيط طويل الأمد.
“خطر فقدان الثقة”: لا أحد يعرف متى يُصدق ترامب ومتى لا
وفقًا لبيرشون، فإن الخطر الأكبر يكمن في أن الشركات، سواء في أمريكا أو السويد، لم تعد قادرة على الوثوق بأي إعلان أو تهديد يصدر عن الرئيس السابق.
وتقول:
“إذا اعتاد السوق على فكرة أن ترامب لا ينفذ تهديداته، فقد يتجاهل تحذيراته المستقبلية – لكن هذا في حد ذاته خطر، لأن التهديد قد يكون هذه المرة حقيقيًا.”
فوضى بلا استراتيجية
وتضيف بيرشون أن ما يحدث لا يُظهر استراتيجية مدروسة، بل يبدو أنه مزاجية شخصية لرئيس يفضل المبادرات السريعة على التفكير بعيد المدى:
“ترامب يُطلق الفكرة، ثم يصطدم لاحقًا بالعواقب التي لم يكن في حسبانه.”