دال ميديا: قد يكون صيف 2025 ساخنًا في الأجواء الأوروبية، ليس بفعل الطقس، بل بسبب أزمة متصاعدة في إدارة حركة الطيران عبر القارة. ففي تصريحات لافتة خلال مؤتمر صحفي في دبلن، حذر المدير التنفيذي لشركة “ريان إير” منخفضة التكلفة، إيدي ويلسون، من احتمال حدوث فوضى طيران شاملة هذا الصيف، بسبب ما وصفه بـ”نظام ملاحة جوية أوروبي عالق في زمن الحرب الباردة”.

وقال ويلسون:
“نرث نظام طيران من زمن لم يعد موجودًا، بينما نعيش في اقتصاد عالمي حديث. نحن لا نحتاج إلى عرض باوربوينت آخر في بروكسل… بل إلى قرارات جريئة وحقيقية.”
تصريحاته نقلتها صحيفة Dagens PS التي سلطت الضوء على نقص حاد في أعداد المراقبين الجويين وافتقار أوروبا إلى تنسيق فعال بين أنظمة التحكم الجوية، وهو ما يؤدي إلى رحلات أقل كفاءة، ومسارات أطول، وزيادة التأخير في الرحلات.

السلامة قبل كل شيء… ولكن بثمن

رغم التحذيرات، أكدت شركات الطيران أن سلامة الركاب ليست مهددة إطلاقًا. فبحسب القواعد الصارمة، يُعطى الأولوية دائمًا للسلامة على حساب أوقات الوصول، ما يؤدي غالبًا إلى طوابير في الجو وهبوطات متأخرة على الأرض.

ويلسون شدد على هذه النقطة، قائلاً:
“نعم، التأخيرات محبطة، لكنها أيضًا دليل على أننا لا نساوم على السلامة الجوية.”

المشكلة، بحسب خبراء القطاع، ليست في قدرة الطائرات على الطيران، بل في أن الرحلات لا تُمنح المسارات الأكثر كفاءة بسبب النقص في التنسيق الأوروبي، الأمر الذي يؤدي إلى استهلاك وقود أعلى، وتكاليف متزايدة، وانزعاج متكرر لدى الركاب.

مع اقتراب موسم العطلات، تبدو سماء أوروبا مهددة بعودة الفوضى، ليس بسبب الطقس أو الإضرابات أو الأوبئة، بل بفعل بيروقراطية جوية عمرها عقود.