ترامب يرفع العقوبات عن سوريا: بداية تعافٍ… أم فتح لصندوق أسئلة جديد؟

ترامب في ضيافة ولي العهد السعودي في العاصمة رياض. الصورة: رويترز

دال ميديا: في مشهد لا يخلو من مفاجأة سياسية، ونكهة استعراضية معتادة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الرياض رفع جميع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لـ”فرصة جديدة”.
وإذا كان الأميركيون بارعون في بيع الوعود، فإن خطاب ترامب بدا كأنه صفقة القرن – النسخة السورية”.

سوريا… من محور الشر إلى منصة الاقتصاد

خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي الإقليمي بالعاصمة السعودية، وقف ترامب أمام زعماء ورجال أعمال ليعلن:

آن الأوان لطيّ صفحة العقوبات… حظًا سعيدًا سوريا، أرونا شيئًا مختلفًا!”

الجملة الأخيرة – التي لاقت تفاعلًا متباينًا على وسائل التواصل – أثارت تساؤلات: هل سوريا الجديدة ستُقنع واشنطن بأنها لم تعد “دولة مارقة”؟ أم أن ترامب يُجيد التهليل أكثر من التمحيص؟


السياسة أولًا: الأسد رحل… والشرع “مؤقت”

يأتي هذا القرار الأميركي التاريخي بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر 2024 وتولي “أحمد الشرع” رئاسة حكومة انتقالية. الشرع الذي كان محسوبًا سابقًا على هيئة تحرير الشام، يظهر اليوم كـ”رجل التسوية” المقبول دوليًا.

ويُتوقع أن يلتقي ترامب والشرع في الرياض يوم الأربعاء، في أول لقاء بين رئيس أمريكي ونظيره السوري منذ أكثر من 20 عامًا.


المال يتكلم: الاقتصاد السوري يفتح أبوابه

رفع العقوبات يعني بالترجمة الاقتصادية:

  • استيراد وتصدير بلا قيود

  • عودة المستثمرين العرب والغربيين

  • تحرير أصول سورية مجمدة (بقيمة 5 إلى 7 مليارات دولار)

  • تحسّن تدريجي لليرة السورية (أو على الأقل، وقف نزيفها)

  • بدء تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار التي تتجاوز تكلفتها 400 مليار دولار

والمغزى؟ سوريا قد تنتقل من بلد متهالك إلى ورشة مفتوحة أمام الشركات الدولية.


العالم مندهش… لكن بحذر

  • السعودية: رحّبت بالخطوة بوصفها بوابة للاستقرار.

  • تركيا: اعتبرتها نقطة بداية جديدة للشعب السوري.

  • الاتحاد الأوروبي: تريّث واشترط “انتقالًا سياسيًا حقيقيًا”.

  • روسيا: عبّرت عن استعدادها “للشراكة في الإعمار”.

  • إيران: تلتزم الصمت… وعيونها تراقب بقلق بوصلات دمشق المتغيرة.


خلفيات: من العقوبات إلى الفرص

  • العقوبات الأميركية بدأت منذ 2011.

  • شملت حظر التعامل المالي والتجاري، واستهدفت شخصيات وشركات.

  • سوريا لم تُعِد بناء اقتصادها منذ الحرب.

  • اليوم، كل شيء يتغيّر… نظريًا.


السؤال الكبير:

هل يُغني رفع العقوبات عن سحب السلاح من الشارع؟
هل تصبح سوريا بلدًا فيه انتخابات حقيقية بدلًا من “استفتاءات بمليون نعم”؟
هل يتنازل أمراء الحرب عن كراسيهم لصناديق الاقتراع؟
كل الأجوبة قيد التجربة… على أرض “سوريا ما بعد الأسد”.

المزيد من المواضيع