ترامب يُشعل حربًا تجارية جديدة: رسوم جمركية شاملة تدخل حيّز التنفيذ وتُربك الأسواق

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. cnn

دال ميديا: دخلت صباح اليوم، بتوقيت السويد، حزمة الرسوم الجمركية الشاملة التي أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حيّز التنفيذ، في خطوة وُصفت بأنها الأوسع نطاقًا منذ بداية التوترات التجارية بين الولايات المتحدة ودول العالم.

الحزمة الجديدة، التي فُعّلت عند منتصف الليل بتوقيت واشنطن (06:00 صباحًا بتوقيت السويد)، تأتي فوق رسوم سابقة بنسبة 10% فُرضت في 2 أبريل الجاري، لتشمل الآن نحو 60 دولة إضافية، وسط تحذيرات من تحول الأمر إلى حرب تجارية مفتوحة.


الأسواق تحت الضغط… والصين ترد

ردة الفعل في الأسواق لم تتأخر، إذ سجلت البورصات الآسيوية تراجعًا حادًا بعد إعلان البيت الأبيض رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 104%، وهو ما دفع وزارة التجارة الصينية إلى إصدار بيان ناري قالت فيه:

“الحروب التجارية لا رابح فيها… وسنواصل المواجهة حتى النهاية.”

ويخشى المحللون من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى اضطرابات طويلة الأمد في سلاسل التوريد العالمية، إلى جانب زيادة أسعار العديد من السلع الاستهلاكية.


إعلان “الاستقلال الاقتصادي”

ترامب قدّم الحزمة الجديدة خلال مؤتمر صحفي في حديقة الورود بالبيت الأبيض الأسبوع الماضي، واصفًا إياها بـ”يوم التحرر الاقتصادي”، مشيرًا إلى أن هذه الرسوم تُعد بمثابة “إجراءات متبادلة” ضد دول وصفها بأنها “تُعامل الولايات المتحدة بظلم في المجال التجاري”.

“برأيي، هذه واحدة من أهم اللحظات في التاريخ الاقتصادي الأمريكي”، صرح ترامب مضيفًا أن بلاده تعيد فرض سيادتها على تجارتها الخارجية.


انقسامات داخل البيت الأبيض… وإيلون ماسك في الواجهة

التصعيد لم يقتصر على الساحة الدولية، بل امتد أيضًا إلى داخل البيت الأبيض نفسه. فقد كشفت تقارير إعلامية أمريكية عن خلاف علني بين إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم والمقرب من ترامب، وبيتر نافارو، المستشار التجاري للرئيس السابق.

وفي تصريح نقلته قناة TV4 السويدية، قال مراسلها في الولايات المتحدة توماس كفارنكولن:

“الصراع بين ماسك ونافارو يُظهر أن هناك انقسامًا حقيقيًا في آلية اتخاذ القرار داخل الإدارة.”

وأفادت صحيفة واشنطن بوست أن ماسك حاول مرارًا إقناع ترامب بالتراجع عن الحزمة الجديدة، لكنه قوبل بالرفض، ما يزيد من احتمالات استمرار سياسة التصعيد.


حزمة جديدة على الطريق… هذه المرة ضد الأدوية

وفي تطور آخر، ألمح ترامب خلال خطاب ألقاه أمس إلى حزمة جمركية جديدة قد تستهدف قطاع الأدوية، ما قد يضع شركات الأدوية العالمية في مرمى النار، ويُهدد التعاون الدولي في مجالات الرعاية الصحية والبحث العلمي.

ووفقًا لوكالة رويترز، فإن ترامب يرى أن “صناعة الأدوية الأجنبية تستفيد من السوق الأمريكية دون مقابل عادل”، ما قد يُمهّد لفرض رسوم على شركات الأدوية الأوروبية والآسيوية.


ماذا بعد؟

مع تزايد التوترات، تتجه الأنظار إلى ردود فعل الاتحاد الأوروبي والدول الآسيوية، وسط مخاوف من موجة تصعيد متبادل قد تؤثر على الاقتصاد العالمي المتعافي حديثًا من أزمات متتالية.

ويرى مراقبون أن ما يحدث اليوم قد يُعيد العالم إلى أجواء الحرب التجارية التي شهدها عام 2018، لكن هذه المرة بوتيرة أعلى وأكثر حدة.

المصدر: TV4

المزيد من المواضيع