دال ميديا: كشفت تقرير صادر عن منظمة بريس (Bris) السنوي لعام 2025 عن زيادة حادة في اضطرابات الأكل بين الأطفال والمراهقين في السويد، مشيرًا إلى أن عدد المكالمات التي يتلقاها خط المساعدة بشأن هذه المشكلة ارتفع بنسبة 395% منذ عام 2016. كما أوضح التقرير أن العديد من الشباب باتوا يلجأون إلى الرعاية الصحية طلبًا للمساعدة بعد الجائحة، لكنهم يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول إلى العلاج المناسب، بحسب قناة tv4.
المدرسة.. نقطة البداية للاضطرابات الغذائية
وفقًا للتقرير، فإن المدرسة غالبًا ما تكون المكان الأول الذي تبدأ فيه اضطرابات الأكل في الظهور، حيث تؤثر البيئة المدرسية بشكل كبير على عادات الأكل والعلاقة بالطعام. لهذا، يقترح الخبراء زيادة تواجد البالغين في قاعات الطعام المدرسية لمراقبة سلوكيات الأكل غير الصحية والتدخل مبكرًا.
يقول ماغنوس ياغرسكوغ، الأمين العام لمنظمة Bris:
“التحدي ليس فقط في زيادة عدد الذين يحتاجون إلى الرعاية، بل في أن الحصول على المساعدة يعتمد بشكل كبير على المكان الذي يعيش فيه الطفل، حيث تختلف إمكانية الوصول إلى الرعاية من منطقة إلى أخرى.”
وسائل التواصل الاجتماعي تغذي معايير غير واقعية للجمال
أشار التقرير أيضًا إلى أن مفاهيم الجمال غير الواقعية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا رئيسيًا في تفاقم اضطرابات الأكل. حيث يتعرض الأطفال والمراهقون لضغوط مستمرة لمطابقة معايير جسدية مثالية وغير واقعية، مما يدفع الكثيرين إلى تطوير علاقة غير صحية مع الطعام.
يوضح ياغرسكوغ:
“لقد أصبح المجتمع أكثر انشغالًا بالمظهر الخارجي، وهذا التأثير السلبي يصل إلى الأطفال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى زيادة القلق والتوتر بشأن الجسد والوزن.”
زيادة الاضطرابات النفسية بين الأطفال والمراهقين
تؤكد منظمة Frisk & Fri، التي شاركت في وضع التوجيهات الجديدة للرعاية الصحية لاضطرابات الأكل، أن الارتفاع في حالات اضطرابات الأكل يرتبط أيضًا بزيادة المشكلات النفسية بين الأطفال والمراهقين.
تقول آنا أولسون، مديرة المشروع في Frisk & Fri:
“العديد من الأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطرابات الأكل لديهم تقدير ذاتي متدنٍ، وهذا مرتبط بضغوط الأداء والضغط الاجتماعي وحتى المنافسة على وسائل التواصل الاجتماعي.”
أين يمكن الحصول على المساعدة؟
إذا كنت أنت أو شخص تعرفه يعاني من اضطرابات الأكل، هناك العديد من المؤسسات التي تقدم المساعدة والدعم، من بينها:
- موقع 1177 الطبي
- Frisk & Fri – www.friskfri.se
- خط مساعدة اضطرابات الأكل – 020-20 80 18
- Bris – 116 111
هل تتحرك السلطات لمواجهة الأزمة؟
في ظل هذه الإحصائيات المقلقة، يواجه المجتمع السويدي تحديًا كبيرًا في تحسين خدمات الرعاية الصحية لاضطرابات الأكل والتصدي للتأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للأطفال. فهل ستكون التدابير الجديدة كافية لمعالجة هذه الأزمة المتفاقمة؟