دال ميديا: حذر جهاز الأمن السويدي (Säpo) من أن الوضع الأمني في السويد بات “خطيرًا بشكل متزايد”، مشيرًا إلى تصاعد التهديدات المتعددة التي تواجه البلاد، سواء من دول أجنبية أو من تهديدات داخلية وإرهابية معقدة ومتشعبة، نقلا عن وكالة الأنباء السويدية TT.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الثلاثاء، قالت شارلوت فون إيسن، مديرة جهاز الأمن السويدي:
“هناك خطر ملموس بأن يتدهور الوضع الأمني أكثر، وقد يحدث ذلك بطرق يصعب التنبؤ بها.”
تحولات دولية تهدد النظام العالمي
أوضحت فون إيسن أن التحولات الجيوسياسية الدولية تشكل تحديات مباشرة للأمن في أوروبا والسويد على حد سواء. وأضافت:
“النظام العالمي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية يتعرض الآن لهزات عميقة على عدة مستويات.”
هجمات خفية من قوى أجنبية
وأكد جهاز الأمن السويدي أن جهات أجنبية تنخرط في أنشطة استخباراتية غير قانونية وهجمات إلكترونية وسرقة تقنيات وتخطيط لاستهداف المعارضين داخل السويد، في إطار ما يُعرف بـ”الأنشطة الهجينة” التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار.
وأشار الجهاز إلى أن بعض هذه الأنشطة تم رصدها والتحقيق فيها فعليًا، لا سيما في مواقع البنية التحتية الحيوية.
وقال فريدريك هالستروم، رئيس العمليات في سابو:
“يمكننا القول إن هناك جهات أجنبية أو من ينوب عنها تعمل بشكل مباشر ضد المصالح السويدية، ما يجعل من الصعب الفصل بين التهديدات الداخلية والخارجية.”
روسيا لا تزال التهديد الرئيسي
كرر جهاز الأمن السويدي في تقريره السنوي أن روسيا تُعد التهديد الأكبر للأمن القومي السويدي، حيث قال هالستروم:
“السياسة الروسية العدوانية المتزايدة تجاه الغرب تؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في أوروبا، بما في ذلك السويد ومنطقتنا المحيطة.”
ورغم أن عضوية السويد في حلف الناتو توفر بعدًا أمنيًا جديدًا، إلا أن فون إيسن حذّرت من أن ذلك قد يزيد من اهتمام الأجهزة الاستخباراتية الروسية بالنشاط داخل السويد.
تصاعد التهديدات الإرهابية متعددة الأطراف
أكدت سابو أن مستوى التهديد الإرهابي في السويد لا يزال عند الدرجة الرابعة من خمس درجات، موضحة أن التهديدات تأتي من عدة اتجاهات:
- التطرف الإسلامي العنيف
- التطرف اليميني
- الجيل الرقمي الراديكالي من الشباب عبر الإنترنت
وحذرت فون إيسن من ظاهرة متزايدة، وهي تجنيد الشباب عبر الإنترنت وتحفيزهم على ارتكاب أعمال عنف مقلدة، بل وربما بتأثير مباشر من قوى أجنبية.
وأضافت:
“نحن نرصد تحولات واضحة في طبيعة التهديد الإرهابي، فهو اليوم أكثر تعقيدًا وتعددًا مقارنة بالسنوات السابقة.”