ستوكهولم: الصرع، الذي يعتبر أكثر الأمراض العصبية شيوعًا، يصيب أكثر من 80,000 شخص في السويد. بالنسبة للبعض، يمثل المرض تحديًا يوميًا يؤدي إلى معاناة كبيرة. ومع ذلك، فإن التقدم في علاجات المرض قد أحدث تحولًا جذريًا، خاصة لأولئك الذين يعانون من أشد أنواع الصرع.
جراحة الدماغ: طريق إلى حياة خالية من النوبات
أظهرت جراحة دقيقة لإزالة مناطق معينة في الدماغ نتائج مذهلة في علاج الصرع. بالنسبة للمريضة سينيد سامي، كانت العملية عبارة عن إزالة 3 سنتيمترات من دماغها، وهي المنطقة المسؤولة عن بدء النوبات. بعد العملية، انتقلت من أربع إلى خمس نوبات في الأسبوع إلى حياة خالية تمامًا من النوبات.
“لقد استعدت السعادة في حياتي”، تقول سينيد، التي عادت إلى دراستها في كلية الحقوق وتتمتع الآن بحرية السفر وممارسة الرياضة والعيش بمفردها.
عملية دقيقة بمثابة “تحقيق جنائي”
تستخدم العملية تقنيات حديثة ومتكاملة، مثل الجراحة، والليزر، ونظام تحديد المواقع (GPS)، والموجات فوق الصوتية. يتضمن العلاج تحديد الموقع الدقيق في الدماغ الذي يبدأ منه النشاط الكهربائي المسبب للنوبات.
يصف الأطباء هذه الخطوة بأنها “تحقيق جنائي” يتطلب صبرًا وتدقيقًا عاليًا. يخضع المرضى لمراقبة دقيقة أثناء وجودهم في المستشفى، حيث يتم استخدام تقنيات لإثارة النوبات، مثل الحرمان من النوم أو تشغيل موسيقى “كي-بوب” بصوت عالٍ، لتحديد المنطقة المسؤولة.
نجاح كبير ودعوة لتوسيع العلاج
بعد تحديد المنطقة، يتم إزالتها باستخدام جراحة دقيقة. على الرغم من أن حوالي 50 مريضًا فقط يخضعون لهذه الجراحة سنويًا، تطالب السلطات الصحية، مثل مجلس الخدمات الاجتماعية السويدي، بزيادة توفرها نظرًا لنجاحها الكبير ومضاعفاتها القليلة.
أمل جديد للمرضى
الجراحة مخصصة لأولئك الذين يعانون من أشد أشكال الصرع، والذين لم تنجح معهم العلاجات الدوائية. ويصف اتحاد مرضى الصرع العلاج بأنه “اختراق علمي”، لأنه يمكن أن يعيد الحياة الطبيعية للمرضى الأكثر تأثرًا بالمرض.
حياة جديدة
بالنسبة لسينيد سامي، كانت الجراحة نقطة تحول حقيقية. تقول:
“لا أستطيع وصف مدى تأثير هذه العملية على حياتي. لقد حصلت على حياة جديدة بكل معنى الكلمة.”
هذه الجراحة لا تقدم فقط علاجًا، بل تمنح الأمل لأولئك الذين يعتقدون أن الصرع سيظل قيدًا دائمًا على حياتهم.
المصدر: svt