دال ميديا: في واحدة من أخطر القضايا الأمنية التي تواجهها السويد في السنوات الأخيرة، أعلنت مصادر مطلعة أن دبلوماسيًا سويديًا رفيع المستوى أُوقف على خلفية شبهات تتعلق بالتجسس، بعد مداهمة أمنية نفذها جهاز الأمن السويدي “سابو” في العاصمة ستوكهولم.
بحسب معلومات حصلت عليها قناة SVT، فإن الشخص الموقوف كان يعمل في وزارة الخارجية السويدية، وشغل مناصب دبلوماسية في عدد من سفارات السويد حول العالم. عملية توقيفه جرت “قبل أيام قليلة” في ستوكهولم، حيث تم اقتحام منزله وتوثيق علامات الكسر على بابه.
وتقود النيابة العامة السويدية لشؤون الأمن القومي التحقيق في القضية، فيما أكدت “سابو” أن التهم تتعلق بـ”جرائم تجسس”، دون الكشف عن المزيد من التفاصيل، مشيرة إلى أن التحقيق لا يزال في مراحله الأولية ويخضع للسرية التامة.
المشتبه به محتجز حالياً بصفة “مشتبه فيه على نحو معقول”، وهي أدنى درجات الاشتباه القانوني في السويد. ولم يتم بعد توجيه اتهام رسمي، في حين يتولى المحامي المعروف أنطون ستراند الدفاع عن المشتبه به، وقد رفض التعليق على القضية.
قضية قد تهز صورة الحياد السويدي
من جهته، قال وزير العدل السويدي، غونار سترومر، في بيان مقتضب إن الحكومة تتابع التطورات بشكل مباشر وبالتنسيق مع السلطات المختصة، مشددًا على “خطورة الشبهات المطروحة”. لكنه امتنع عن الإدلاء بأي تفاصيل إضافية، احترامًا لسرية التحقيق.
وبحسب وثائق رسمية من المحكمة، يُشتبه في أن الجريمة وقعت في الفترة ما بين 1 إلى 11 مايو الجاري في ستوكهولم. وهو ما يرجّح أن تكون القضية حديثة التطور وربما على صلة بملفات حساسة جرت مؤخراً في المشهد الدبلوماسي أو الأمني الأوروبي.
دبلوماسي رفيع بمهمة مزدوجة؟
اللافت أن المتهم كان يتمتع بتاريخ مهني طويل في السلك الدبلوماسي، ما يزيد من خطورة التهم، خصوصاً إذا ما ثبت استغلاله لموقعه في الوصول إلى معلومات سرية أو نقلها لجهة أجنبية.
حتى الآن، لم يتم الكشف عن الدولة أو الجهة التي يشتبه أن الموقوف قد تعاون معها. إلا أن توقيت القضية، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في أوروبا، خاصة على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، قد يضع أصابع الاتهام في أكثر من اتجاه.