دال ميديا: في مشهد أثار الانتباه وربما بعض الحيرة بين سكان العاصمة السويدية، اجتاحت عشرات السيارات شوارع ستوكهولم يوم الأحد، وهي ترفع بفخر أعلامًا روسية، سوفياتية، وحتى أشرطة زاهية مستوحاة من شريط سانت جورج الروسي.
الفعالية، التي لم تمر مرور الكرام، كانت من تنظيم حركة “الفوج الخالد” — وهي مبادرة تبدو في ظاهرها بريئة للاحتفال بالنصر على النازية عام 1945، لكنها بحسب تحقيق نشرته صحيفة Expressen، تعمل تحت إدارة مباشرة من الكرملين.
احتفالات.. أم استعراض قوى؟
رغم أن المشاركين يقولون إنهم فقط يحيون ذكرى الانتصار التاريخي، إلا أن خبراء تحدثت إليهم الصحيفة يرون أن هذه التحركات ليست سوى أدوات ناعمة في ماكينة الدعاية الروسية الحديثة — حيث يُستبدل الرصاص بالرموز، والمعارك بالدوران بالشوارع.
حتى وزير الهجرة السويدي، يوهان فورسيل، لم يتمالك نفسه، مغردًا ساخرًا على منصة X بأن “السويد ليست مجبرة على تقديم الشاي والكعك لكل من يهدد أمنها”.
أما السفارة الروسية؟ فقد رأت أن كل هذا الجدل ليس إلا “حملة رهاب روسي”، ولم تنسَ كرمها المعتاد، حيث اتهمت الوزير فورسيل بأنه لم يكلف نفسه عناء قراءة ما وراء العناوين!
حرب الروايات تصل إلى الصحفيين
وسط هذه الأجواء المشحونة، لم يسلم صحفيو Expressen أيضًا. فقد حضرت إحدى أبرز منظِّمات الكارافان، والتي سبق أن وصفتها مراكز أبحاث الدفاع السويدية بأنها “ملصق دعائي حيّ لبوتين في السويد”، وخصت الصحفي الذي أجرى التحقيق بوابل من الانتقادات قائلة أمام الجميع:
“ها هو الصحفي الذي رمى الطين علينا جميعًا!”
يبدو أن معركة الروايات لم تعد تجري فقط على صفحات الجرائد أو خلف الشاشات، بل صارت تزاحم السيارات عند إشارات المرور أيضًا!
المصدر: TV4