دال ميديا: في عالم لم يعد يحتمل مزيداً من المفاجآت، أعادت سياسة الرسوم الجمركية التي يتبناها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خلط أوراق النظام المالي العالمي، وأدخلت الأسواق في حالة من الارتباك والتشكيك.
“كثير من الدول تحاول اليوم تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة”،
هكذا وصفت كارولينا إيكهولم، مديرة مصلحة الدين الوطني السويدية (Riksgälden)، الوضع بعد مشاركتها في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن.
خلال لقاء على قناة TV4، أكدت إيكهولم أن توقعات صندوق النقد الأخيرة باتت بمثابة “سيناريو مرجعي”، بينما تسود الأسواق حالة من الشك وعدم اليقين تجاه القيادة الاقتصادية الأميركية.
تراجع الثقة في واشنطن… وصعود للسويد
سياسة ترامب الجمركية، التي شملت تهديدات بفرض رسوم جديدة على الفولاذ وغيره من السلع، خلقت حالة من الخوف بين المستثمرين، انعكست في أجواء اجتماعات واشنطن التي وصفتها إيكهولم بأنها كانت “مليئة بالقلق والحذر”.
ولم يقتصر القلق على الأسواق فقط، بل شمل الموظفين في المؤسسات المالية، الذين باتوا يخشون من خسارة وظائفهم أو التعرض للهجوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
أزمة ديون تلوح في الأفق؟
إيكهولم حذرت من أن ارتفاع أسعار الفائدة قد يجعل الدين العام الأميركي غير مستدام، خاصة مع صعوبة رفع الضرائب سياسياً في الولايات المتحدة، مما قد يضطر الحكومة الأميركية إلى مزيد من الاقتراض غير الآمن.
في المقابل، انعكست هذه الاضطرابات إيجابياً على السويد.
فمنذ الإعلان عن الرسوم الجمركية الجديدة مطلع أبريل، شهدت مصلحة الدين الوطني زيادة في الإقبال على السندات الحكومية السويدية، حيث يُنظر إلى السويد كملاذ آمن بفضل تصنيفها الائتماني الممتاز ومستوى دينها المنخفض.
“لدينا أفضل الظروف لمواجهة أزمات جديدة”، تؤكد إيكهولم، مشيرة إلى أن الزيادة المتوقعة في الاقتراض الحكومي لتمويل الدفاع والطاقة النووية تظل تحت السيطرة.
نحو عالم أكثر انقساماً؟
ترى إيكهولم أن تداعيات سياسة ترامب قد تتجاوز الاقتصاد، لتؤثر على هيكل النظام الدولي بأكمله.
“لقد كان دور الولايات المتحدة كقائد اقتصادي عالمي موضع تساؤل. قد نشهد مستقبلاً عالماً أكثر انقسامًا اقتصاديًا وعسكريًا”، تحذر إيكهولم.
في عالم يبحث عن الاستقرار، يبدو أن لعبة الرسوم الجمركية قد تكون شرارة لتحولات كبرى.
