دال ميديا: في الوقت الذي تواصل فيه السويد تعزيز قدراتها العسكرية في ظل إعادة بناء هيكلها الدفاعي، تبقى مشاركة النساء في التجنيد الإجباري شبه جامدة، بينما يقفز عدد الرجال المجندين كل عام بثبات.
وفقًا للأرقام الرسمية، زاد عدد الرجال الذين يؤدون الخدمة العسكرية بشكل مطرد منذ عام 2022، حيث يُضاف ما يقارب ألف مجند جديد سنويًا، في إطار خطة الوصول إلى 12 ألف مجند سنويًا – وهو الرقم الذي وضعته الحكومة كهدف أساسي لملء الهيكل القتالي للبلاد.
لكن الصورة مختلفة تمامًا عند الحديث عن النساء: 1,340 امرأة فقط انخرطن في التجنيد هذا العام، أي ما نسبته 16% فقط من مجموع المجندين، وهي نسبة تتراجع مقارنة بالأعوام السابقة، وتتباعد أكثر عن الهدف الرسمي الذي حددته الدولة وهو 30%.
يرى ستيفان سمدمان، رئيس قسم التدريب في هيئة الأركان، أن السبب الرئيسي في هذا التفاوت يعود إلى أن معظم التوسع في القوات يحدث في صفوف الجيش البري، حيث الكثير من المهام لا تتطابق مع المعايير البدنية التي تستوفيها النساء عادةً، حسب تعبيره.
رغم ذلك، يؤكد سمدمان أن الاتجاه العام يشير إلى ارتفاع تدريجي في عدد النساء اللواتي يخدمن في القوات المسلحة، خصوصًا في برامج تأهيل الضباط، حيث بدأت النسبة النسائية بالتحسن.
من جانبها، ترى فريدا لينهاجن، الكابتن والباحثة في كلية كينغز بلندن، أن هذا التفاوت ليس فقط نتيجة اعتبارات بدنية، بل يعود أيضًا إلى ثقافة مؤسسية ما زالت تتسم بالذكورية. وتضيف:
“من غير المعقول أن تكون أفضل الكفاءات محصورة في 90% من الرجال، بينما النساء يمثلن نصف المجتمع”.
تشير دراساتها إلى أن الفرق العسكرية المختلطة – بين النساء والرجال – تعمل بكفاءة أعلى، وتحقق نتائج أفضل على مختلف الأصعدة. لكنها تعترف أيضًا بأن التغيير الثقافي داخل المؤسسة العسكرية يمضي ببطء، وأن مقاومة التغيير ما زالت حاضرة.
وتجدر الإشارة إلى أن السويد أعادت فرض الخدمة العسكرية الإلزامية عام 2017، بطريقة محايدة جنسيًا، ليشمل كلًّا من الرجال والنساء على حدّ سواء، إلا أن الواقع لا يزال بعيدًا عن تحقيق المساواة الفعلية.
نسب النساء في الخدمة العسكرية منذ 2019:
-
2019: 17٪
-
2020: 17٪
-
2021: 22٪
-
2022: 24٪
-
2023: 19٪
-
2024: 17٪
-
2025 (متوقعة): 16٪
المصدر: SVT