سوريا بين مفترق الطرق: وحدة مشروطة أم تقسيم ناعم أم فوضى مدمرة؟

من يغذي حملات التضليل الإعلامي في سوريا؟. الصورة من ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق. AFP

دال ميديا: تقف سوريا اليوم أمام مفترق حاسم من تاريخها، وسط تعقيدات داخلية وإقليمية ودولية متشابكة، تفرض عدة سيناريوهات محتملة لمستقبل البلاد. بين وحدة حذرة بضمانات مشروطة، وتقسيم ناعم تغذيه المشاريع الإقليمية والدولية، وفوضى ممددة تهدد الكيان السوري برمّته، تتسارع الأحداث وتحتدم الصراعات حول شكل الدولة المقبلة.

سيناريو الوحدة بضمانة إقليمية

بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، تتمسك الحكومة السورية الجديدة بوحدة البلاد وترفض أي نزعات انفصالية، خاصة مع تصاعد الطروحات الكردية الداعية إلى صلاحيات خاصة في المناطق ذات الأغلبية الكردية.
وقد حظيت هذه المواقف بدعم ديني عبر تأكيد مفتي الجمهورية الشيخ أسامة الرفاعي على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ورفض أي مشاريع تقسيم.

على الجانب الإقليمي، جاء الموقف التركي متناغمًا مع دمشق، حيث شدد الرئيس رجب طيب أردوغان على رفض بلاده لأي محاولة لتشكيل كيان موازٍ في سوريا، محذرًا من الاستفزازات الإسرائيلية في الجنوب.

السيناريو الفيدرالي المقيّد

رغم رفض دمشق وأنقرة فكرة الفيدرالية، لا تزال بعض الأطراف الكردية تواصل الدفع نحو الاعتراف بإدارات ذاتية، في شمال وشرق البلاد، ضمن نموذج لا مركزي قد يُمهد لانفصال لاحق.
كما أظهرت بعض القيادات الدرزية مطالب مماثلة بـ”حماية الخصوصية الطائفية”، مما يثير مخاوف من تحول النموذج السوري إلى فسيفساء من الكيانات المناطقية.

هذا السيناريو قد يحظى بدعم غير مباشر من بعض العواصم الغربية وإسرائيل، الراغبة في تقليص النفوذ التركي والإيراني دون التورط العسكري المباشر، مما يزيد من هشاشة الدولة السورية.

سيناريو التقسيم الفعلي

مع تصاعد التدخلات الإسرائيلية عبر الضربات الجوية والتهديدات العلنية بالتدخل لحماية الأقليات، تبرز مخاوف جدية من وجود خطط لدفع سوريا نحو التفكك الكامل إلى دويلات طائفية.
وتعزز هذه المخاوف تصريحات إسرائيلية ودرزية متزامنة، تدعو إلى حماية الطائفة الدرزية عبر الغطاء الإسرائيلي، مما يعمق الشرخ المجتمعي ويهدد وحدة البلاد.

سيناريو الفوضى الممتدة

في حال فشل كل الجهود السياسية، تبقى الفوضى الشاملة السيناريو الأخطر، حيث قد تنزلق البلاد إلى صراعات مناطقية وحروب طائفية متنقلة، مع تدهور متواصل في الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
وقد حذرت أنقرة بالفعل من أنها قد تتدخل ميدانيًا إذا هددت التطورات أمنها القومي، في وقت تتصاعد فيه التوترات في الجنوب السوري على خلفية حوادث طائفية واستغلال سياسي مكثف.

ملاحظة ختامية

بين هذه السيناريوهات، يبقى مستقبل سوريا معلقًا بتشابكات المصالح المحلية والإقليمية والدولية، ما يجعل أي مسار نحو الحل محفوفًا بالتحديات والمخاطر.

المزيد من المواضيع