دال ميديا: ليست كل القصص التي تبدأ بـ”كان يا ما كان في بيتٍ سويدي هادئ” تنتهي بنهاية سعيدة. ففي بلدية يونغبي، جنوب السويد، تكشفت على مدار سنوات طويلة فصولٌ من الرعب الأسري، بطلتها ليست شخصية من فيلم إثارة، بل أمٌّ حقيقية يُشتبه بأنها حوّلت دور الأمومة إلى مدرسة في التعذيب المنهجي.
بين عامي 2012 و2022، عاش خمسة من أطفال هذه المرأة، إلى جانب حفيد واحد، ما لا يمكن وصفه إلا بأنه “عشر سنوات من القسوة”، حسب تعبير النيابة العامة السويدية. الاتهامات ليست عابرة: جريمة كبرى في انتهاك السلام الشخصي، احتجاز غير قانوني، ضرب، وإجبار قسري… كلها أحداث لا مكان لها في منزل، فما بالك إن كان مرتكبها هو الأم؟
ليست هذه المرة الأولى التي تقف فيها المرأة أمام القضاء. ففي 2019، وُجهت إليها تهم لتورطها في حادثة غريبة، حين أجبرت إحدى بناتها على غرس وجهها في روث حصان – نعم، روث حصان فعلي – بمساعدة صبي قريب أُجبر هو الآخر على ملاحقة الفتاة والقبض عليها وكأنهم في نسخة عائلية مرعبة من “لعبة الصياد”.
لكنّ القصة لم تتوقف هناك. فالآن، تُتهم الأم مجددًا باحتجاز أربعة من أطفالها في غرف داخل منزلها، تُقفل عليهم دون قدرة على الخروج. وكأن المنزل تحول من مأوى إلى زنزانة، والأم من راعية إلى حارسة سجون.
وإذا لم يكن ذلك كافيًا، فإن اللائحة تتضمن أيضًا تهمًا تتعلق بالضرب المبرح والإكراه تجاه طفلين آخرين، بالإضافة إلى تهمة “جريمة ضد سلامة الأطفال”، لأن اثنين من الصغار – أحدهما حفيد – شاهدا واقعة عنف حيّة.
المدعي العام نيلس إلياسون وصف ما جرى بأنه ليس فقط انتهاكًا قانونيًا، بل “خيانة أمومة”، لأن الجريمة لم تحدث في الشارع، ولا على يد غريب، بل في بيت العائلة وبأيدي من يُفترض أن توفر الأمان. وقال: “ما يجعل هذه القضية أكثر خطورة هو أن الانتهاكات جزء من أسلوب التربية الذي اتبعته المرأة، وبشكل منهجي، ولسنوات”.
ربما لم يكتب أحد للأطفال كيف تكون الأم السيئة في كتب المدرسة، لكن هؤلاء عرفوا الجواب جيدًا… عن قرب، وعن روث.
المصدر: tv4