دال ميديا: بين عامي 2012 و2017، أجرى مستشفى كارلاندرسكا في مدينة يوتبوري نحو 280 عملية جراحية لعلاج سلس البول عند النساء، باستخدام تقنية تُعرف باسم TVT-O. لكن ما لم يكن يعلمه كثيرون هو أن هذه العمليات أُجريت بطريقة غير مطابقة للمعايير الطبية الدولية – عبر الشفرين الصغيرين (البَظرين)، بدلاً من الطريقة القياسية عبر المنطقة الأربية (الجهة الداخلية للفخذ).
النتيجة؟ معاناة مدى الحياة، ندوب جسدية ونفسية، وشعور عميق بالتهميش.
“ما تبقّى مني مجرد ألم مزمن”
صوفيا، إحدى المتضررات، تعيش اليوم بألم دائم يمنعها من ممارسة حياتها اليومية. لا تستطيع الجلوس على مائدة الطعام، العمل بدوام كامل، أو حتى ممارسة العلاقة الحميمية.
“قالوا إنها عملية تستغرق تسع دقائق… لكن العواقب سترافقني لبقية حياتي”، تقول صوفيا بأسى.
جروح متقيحة ومضادات حيوية لا تنفع
أما كريستينا، فقد خضعت للعملية عام 2016. وبعد عامين فقط، بدأت تظهر عليها خراجات مؤلمة في مكان الشق الجراحي، استدعت ستة علاجات بالمضادات الحيوية، دون جدوى.
“لم أعد أستطيع ارتداء السراويل. ولا حتى الوقوف بشكل طبيعي. توقفت حياتي الجنسية تمامًا”، تقول كريستينا.
حين عادت إلى السويد، أخذت قطعة من الشبكة الجراحية التي خرجت من الخُراج إلى المستشفى. لكن حتى بعد إزالة الشبكة، عادت مشكلة سلس البول مجددًا.
“أُفضل أن أعاني من تسرب البول… على أن أعيش بهذا الألم”، تضيف.
اكتشاف مرعب: “هذا ليس هو المكان الصحيح للجراحة”
النساء لم يكنّ على دراية بأن طريقة إجراء العملية لا تتبع البروتوكولات الطبية المعتمدة دوليًا.
وقد تبيّن لاحقًا من شهادات أطباء مختصين – منهم اثنان من كبار الأطباء في مستشفى كارولينسكا في ستوكهولم – أن ما حدث كان خللًا في الأسلوب الجراحي والتقييم الطبي.
حتى الآن، لم تحصل صوفيا على أي تعويض من شركة التأمين (Folksam) أو من هيئة تعويضات المرضى (Patientskadenämnden)، رغم التقارير الطبية الداعمة.
“تشعر أنك غير مرئي… كأنك بلا قيمة”، تقول صوفيا بصوت متهدج.
إجراءات معطلة… ونافذة قانونية تُغلق في وجوههن
وفقًا لقواعد هيئة الرقابة الصحية (IVO)، لا يتم التحقيق في الحالات التي يُبلّغ عنها بعد مرور أكثر من عامين على الحادثة – وهذا هو الحال مع معظم المتضررات، لأن المضاعفات لا تظهر دائمًا فورًا.
دعوات للمساءلة والعدالة
قصص صوفيا وكريستينا ليست فردية. بل هي جزء من نمط أوسع من الإهمال الطبي المغلّف بالبيروقراطية.
فلا توجد إحصائيات رسمية توضح عدد الشكاوى المرتبطة بمضاعفات هذه العمليات، بسبب غياب نظام تصنيف واضح في قاعدة بيانات IVO.
النساء المتضررات، بمساعدة مجموعات دعم على فيسبوك، يطالبن اليوم بـ:
-
فتح تحقيق عام في جميع العمليات التي أُجريت بهذه الطريقة
-
مراجعة بروتوكولات الجراحة في المستشفيات الخاصة
-
تعديل المهلة القانونية لتقديم الشكاوى
-
تعويضات عادلة للمتضررات
المصدر: SVT