عنف في دور الرعاية بالسويد: موظفون يتعرضون للركل والضرب… و الشركة المعنية تعتذر بأثر رجعي

عنف في دور الرعاية بالسويد. Foto: Linus Sundahl-Djerf/SvD/TT

دال ميديا:رفعني من شعري وألقى بي من أعلى الدرج”… ليست مشاهد من فيلم عنف، بل شهادات حقيقية لموظفين في شركة الرعاية السويدية العملاقة Humana، التي تواجه اليوم فضيحة مدوية بعد تحقيق أجره برنامج كالا فاكتا الإستقصائي على شاشة قناة TV4.

التحقيق كشف أن حوادث عنف جسيمة ضد موظفين داخل مؤسسات الرعاية لم يتم الإبلاغ عنها رسميًا كما يفرض القانون، بعضها يعود إلى خمس سنوات مضت. أحد تلك الحوادث، بحسب التحقيق، أدى إلى وفاة موظف يُدعى ستيف يونسون، دون أن تقوم الشركة بالتبليغ الفوري كما يفرضه قانون بيئة العمل.

شهادات تصفع الصمت

منذ بث التحقيق، توالت الشهادات من موظفين يعملون في Humana من مختلف أنحاء السويد، رووا تجارب مروعة، منها:

  • تعرضت للركل حتى ازرقّت ذراعي بالكامل من الكتف حتى الرسغ”

  • دُفعت من أعلى درج طويل… أُصبت بكسرين في العمود الفقري وارتجاج دماغي”

  • لكمة قوية من نزيل، سقطت على الأرض بلا وعي”

التقصير في الإبلاغ لا يُعد فقط خللاً إداريًا، بل قد يكون مخالفًا للقانون، حسب ما صرّح به مارتن بيترسون، المدير الإقليمي في هيئة بيئة العمل السويدية (Arbetsmiljöverket)، الذي قال إن التأخير “قد يكون جريمة بحد ذاته”، لأن القانون يُلزم بالتبليغ الفوري.

Humana تعترف وتتحرّك… بعد خمس سنوات

تحت ضغط الكشف الإعلامي، اضطرت Humana إلى الاعتراف بالتقصير، وقدّمت تبليغًا بأثر رجعي لجميع الحوادث التي وقعت بين عامي 2019 و2024 في وحدة Bollnäs، حيث وقعت بعض أخطر الانتهاكات.

وفي محاولة لاحتواء الأزمة، قالت الشركة إن جميع الموظفين والإداريين في الوحدة خضعوا لتدريب فوري على قواعد السلامة والإبلاغ، إلى جانب تدريب مخصص لجميع مديري قطاع الأفراد والعائلات في الشركة على أنظمة العمل الآمن والإبلاغ عن الحوادث والمخاطر.

ما الذي يحدث في قطاع الرعاية؟

الفضيحة الحالية تعيد طرح أسئلة جوهرية حول ظروف العمل في قطاع الرعاية الاجتماعية في السويد، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بسلامة الموظفين في المؤسسات التي يُفترض أن تكون آمنة لهم وللمقيمين فيها.

المؤسف أن تحرّك الشركة لم يبدأ إلا بعد تحقيق إعلامي، لا بعد وفاة موظف أو شهادة زميل آخر عنفًا.
وفي بلد يُفترض أن تكون فيه بيئة العمل محمية بالقانون، يبدو أن القانون أحيانًا لا يُفعل إلا على وقع الضجيج الإعلامي.

المزيد من المواضيع