“عودوا إلى منازلكم!”… الإسبان يعلنون التمرد على السياح بمسدسات الماء والذكاء الاصطناعي

الإسبان يعلنون التمرد على السيّاح. رويترز

دال ميديا: في قلب مدينة برشلونة، وبينما كان السيّاح يستعدون لالتقاط صورة أمام كاتدرائية ساغرادا فاميليا الشهيرة، وجدوا أنفسهم في مرمى “هجوم غير دموي”…
عبارة عن شعارات غاضبة ومسدسات ماء وعبارات لاذعة من سكان غاضبين.

نعم، الإسبان عادوا للاحتجاج – ليس ضد الأسعار أو الحكومة، بل ضد السياحة الجماعية التي يرون أنها حوّلت مدنهم إلى فنادق مفتوحة، وجعلت من السكن رفاهية يصعب على المواطن تحمّلها.

صيف الغضب… من جديد

بحسب الأرقام، استقبلت إسبانيا 94 مليون سائح خلال عام 2024 – رقم يثير حسد وزارات السياحة حول العالم، لكنه يثير جنون السكان المحليين، خصوصًا في مدن مثل برشلونة ومدريد.

أحد المتظاهرين قالها بصراحة لرويترز:

“سئمنا من نموذج اقتصادي يعتمد على السياحة أكثر من الناس… السياح اذهبوا إلى منازلكم، واللاجئون مرحّب بهم”.

“أنا كنت أعيش هنا… قبل أن تبتلعني الكاميرات”

لكن الاحتجاجات لم تقتصر على الشارع. فقد ابتكر الإسبان الغاضبون أسلوباً رقمياً جديداً باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث انتشرت على الإنترنت صور لأماكن سياحية مكتظة مرفقة بعبارات مؤلمة:

  • “كنت ألعب هنا” – صورة لطفل على الشاطئ.

  • “كنت أتناول قهوتي هنا” – رجل محاصر بالسياح في ساحة عامة.

أزمة سكن أم أزمة هوية؟

في المدن الكبرى، تضاعفت الإيجارات خلال السنوات العشر الأخيرة، بعدما تم شراء مئات الشقق وتحويلها إلى منازل مخصصة للسياح فقط.
وبينما يحجز السياح “بيتًا” لأسبوع، يعجز الإسباني عن استئجار غرفة لشهر.

ورغم أن بعض السياح أبدوا تفهمهم، مثل الأمريكية “أماندا” (45 عامًا)، التي قالت:

“أتفهم الغضب، لكننا أيضًا نضخ أموالاً كثيرة في الاقتصاد”،
إلا أن الغضب لا يزال يتصاعد، مع إعلان جماعات محلية عن موجة احتجاجات أكبر في يونيو القادم لـ”إيقاف الحريق السياحي الذي يجتاح الكوكب”، حسب تعبيرهم.

المزيد من المواضيع