دال ميديا: بينما يحتفل الملايين حول العالم اليوم بعيد الحب (الفالنتاين)، تغمر الشوارع بالورود الحمراء، الرسائل الرومانسية والهدايا الفاخرة، ولكن هل تساءلت يومًا عن القصة الحقيقية وراء هذا اليوم؟ هل هو بالفعل يوم للحب والرومانسية؟ أم أنه احتفال نشأ في ظروف قاسية وارتبط بالإعدام والتقاليد الوثنية قبل أن يتحول إلى ظاهرة تجارية ضخمة تدر مليارات الدولارات سنويًا؟
القصة الحقيقية: الحب الذي قاد إلى الموت
يرتبط اسم عيد الحب بالقديس فالنتين، لكن الغموض يلف شخصية هذا الرجل، حيث تروي الروايات التاريخية عدة قصص مختلفة حوله.
إحدى أكثر الروايات انتشارًا تقول إن فالنتين كان كاهنًا مسيحيًا عاش في روما في القرن الثالث الميلادي، في فترة كان الإمبراطور كلوديوس الثاني قد أصدر مرسومًا يمنع الجنود من الزواج، معتقدًا أن الجنود غير المتزوجين أكثر شجاعة في المعارك.
لكن فالنتين عصى الأوامر وبدأ بتزويج العشاق سرًا، ما أدى إلى إلقاء القبض عليه وسجنه. وأثناء احتجازه، وقع في حب ابنة سجّانه، وقبل إعدامه في 14 فبراير عام 269 ميلاديًا، كتب لها رسالة وقعها بعبارة أصبحت خالدة: “من فالنتين، مع الحب”.
الحقيقة الأخرى: احتفال وثني تحول إلى مناسبة رومانسية
لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن عيد الحب قد يكون في الأصل احتفالًا وثنيًا رومانيًا يُعرف بـ**”لوبركاليا”**، وهو مهرجان كان يقام بين 13 و15 فبراير، وكانت طقوسه غريبة، حيث كان يُضرب النساء بأشرطة جلدية يعتقد أنها تجلب الخصوبة والحب!
ولمواجهة هذه العادات، قررت الكنيسة الكاثوليكية استبدال الطقوس الوثنية بعيد ديني يحتفي بالحب الحقيقي، فتم إعلان يوم 14 فبراير عيدًا للقديس فالنتين، لكنه لم يتحول إلى يوم للحب إلا بعد قرون من الزمن.
كيف أصبح عيد الحب كما نعرفه اليوم؟
ظل عيد فالنتين مناسبة دينية لعدة قرون، حتى القرن الثالث عشر والرابع عشر، حين بدأ الشعراء والكتاب الإنجليز، وعلى رأسهم الشاعر جيفري تشوسر، في الربط بين عيد فالنتين والحب الرومانسي.
لكن التغيير الحقيقي جاء في القرن التاسع عشر، عندما بدأت البطاقات المعبرة عن الحب تُصنع على نطاق واسع في إنجلترا، ومع الثورة الصناعية، أصبح إرسال الهدايا عادة سنوية، ومع انتشار العولمة، تحوّل عيد الحب إلى مهرجان عالمي للتعبير عن المشاعر.
هل الحب تجاري؟ الأرقام تقول نعم!
اليوم، عيد الحب ليس مجرد مناسبة رومانسية، بل صناعة عالمية ضخمة، حيث يُنفق سنويًا:
- أكثر من 20 مليار دولار عالميًا على الهدايا والزهور والبطاقات
- يتم بيع أكثر من 250 مليون وردة في يوم واحد فقط
- في الولايات المتحدة وحدها، يُرسل أكثر من 145 مليون بطاقة معايدة في هذا اليوم
- شركات الشوكولاتة تحقق أرباحًا خيالية، حيث تُباع أكثر من 36 مليون علبة شوكولاتة في هذا اليوم
وهذا يثير الجدل، حيث يرى البعض أن عيد الحب أصبح مجرد وسيلة للتسويق وجني الأرباح، بينما يرى آخرون أنه فرصة للتعبير عن المشاعر، حتى لو كان ذلك عبر هدية رمزية.
هل نحتاج إلى عيد للحب؟
سواء كنت من الأشخاص الذين يحتفلون بهذا اليوم أو تراه مجرد خدعة تسويقية، يظل الحب أحد أهم المشاعر الإنسانية التي تستحق التعبير عنها طوال العام، وليس فقط في يوم محدد.
ربما يكون عيد الحب مجرد فرصة لتذكير الأحباء بأهميتهم في حياتنا، سواء كان ذلك عبر هدية، كلمة جميلة، أو مجرد قضاء وقت ممتع مع من نحب.
ما رأيك في عيد الحب؟ هل هو مناسبة جميلة أم مجرد وسيلة تجارية لجني الأموال؟ شاركنا رأيك! ❤️