دال ميديا: لم تمضِ سوى نصف ساعة على إعلان الحكومة السويدية تعيين توبِياس تيبيرغ مستشارًا وطنيًا جديدًا للأمن، حتى تلقى رئيس ديوان رئيس الوزراء ورئيس أركان الأمن القومي بريدًا إلكترونيًا صادمًا يحتوي على صور شخصية قديمة، ما أدى إلى تجميد التعيين فورًا وفتح الباب واسعًا أمام التساؤلات حول هشاشة آلية التعيين والتحقق الأمني في أعلى منصب أمني في البلاد.
التوقيت المريب: 30 دقيقة بعد التعيين
وفقًا لوثائق رسمية كشفت عنها SVT Nyheter، فإن البريد الإلكتروني أُرسل من جهة مجهولة الساعة 12:08 ظهر الخميس 8 مايو، أي بعد نحو 30 دقيقة فقط من إعلان اسم تيبيرغ رسميًا كمستشار للأمن القومي.
الرسالة وُجّهت مباشرة إلى سكرتير رئيس الوزراء، يوهان ستوارت، ورئيس مكتب الأمن القومي، بيورن فاغربيرغ، واحتوت على صور ذات طابع خاص كان من المفترض أن تيبيرغ قد أزالها من المجال العام منذ سنوات.
“من الواضح أن هناك من أراد أن تُكتشف هذه الصور الآن تحديدًا”، قال رئيس الوزراء أولف كريسترشون للصحفيين من أمام قمة الأمن في أوسلو.
الخلل الأكبر: لم يخبر أحدًا
المشكلة، بحسب كريسترشون، لا تكمن فقط في الصور، بل في أن تيبيرغ أخفى وجودها أثناء عملية التدقيق الأمني، رغم أن القواعد تقتضي الإفصاح عن أي شيء يمكن أن يُعتبر نقطة ضعف محتملة أو مادة للابتزاز.
“الغرض من المقابلات الأمنية هو كشف مثل هذه الأمور مسبقًا… وقد فشلنا في ذلك”، أقرّ كريسترشون، مضيفًا أن تيبيرغ “تعمّد عدم الكشف” عما كان يجب أن يُذكر.
ماذا عن المرات السابقة؟
اللافت أن الصور تعود إلى ما قبل عام 2019، ورغم ذلك فقد تم تعيين تيبيرغ في عدة مناصب حساسة في السويد، من بينها سفير في أوكرانياوأفغانستان، دون أن تُكتشف هذه المواد من قِبل الحكومات السابقة.
وهنا أشار كريسترشون إلى وجود “خلل مؤسسي خطير” في منظومة التعيين الأمني، مؤكدًا أن المشكلة تتجاوز الفرد إلى مستوى الإجراءات والتدقيق.
الانتقادات تتصاعد
أصوات سياسية وإعلامية وجهت انتقادات لاذعة للحكومة، متسائلة عن كيف يمكن لمثل هذا المنصب الرفيع أن يُحسم دون تدقيق مضاعف، خاصة بعد أن استقال المستشار الأمني السابق، هنريك لاندهولم، هو الآخر بسبب فضيحة تتعلق بإهماله وثائق سرية.
وتساءل البعض: هل فقدت السويد قدرتها على تعيين مسؤول أمني لا يحمل خلفه قنبلة مؤجلة؟
المصدر: SVT