دال ميديا: في مارس 2024، شعرت سَنّا كارلسون، وهي حامل في شهرها التاسع، بألم عادي في الحلق. تواصلت مع الرعاية الصحية لكنها لم تُختبر للكشف عن البكتيريا ولم تُمنح مضادًا حيويًا. بعد عشرة أيام فقط، كانت سَنّا وجنينها قد فارقا الحياة بسبب الإنتان الناتج عن عدوى بكتيرية كان يمكن علاجها في بدايتها.

اليوم، وبعد عام من المأساة، يخرج شريكها كارل بيترشون عن صمته، محمّلًا النظام الصحي مسؤولية ما وصفه بـ”الإهمال القاتل”، وسط جدل متصاعد في السويد حول القيود المشددة على وصف المضادات الحيوية.

“ذهبنا إلى المستشفى ثلاثة أشخاص، وعدنا بواحد فقط… هذا لا يمكن أن يحدث في بلد مثل السويد”، يقول كارل بيترشون بحرقة خلال مشاركته في برنامج اخباري على شاشة قناة TV4.

“كانت تنتظر الحياة… فاستقبلت الموت”

كارل، الذي بات يربّي الآن طفلتهما الصغيرة “ليفيا” بمفرده، يعيش يوميات مثقلة بالحزن والأسئلة.
يحكي: “نقول للطفلة كل ليلة ‘تصبحي على خير يا ماما’ أمام صورتها، لكنها ما زالت تسأل متى ستعود ماما من السماء. كيف يمكن لطفلة في الثالثة أن تستوعب أن أمها لن تعود؟”.

الإنتان القاتل… نتيجة بكتيريا قابلة للعلاج

المأساة تعود إلى بكتيريا المجموعة A العقدية الغازية (GAS)، وهي عدوى انتشرت بشكل كبير بعد الجائحة، وغالبًا ما تبدأ بأعراض بسيطة، مثل التهاب الحلق، لكنها قد تتحول إلى إنتان قاتل إذا لم تُعالج في الوقت المناسب.

“لو خضعت سنّا لفحص الحلق البسيط، الذي لا يستغرق أكثر من خمس دقائق، وتم إعطاؤها المضاد الحيوي، لكنا اليوم أربعة في العائلة”، يقول كارل.

القيود على المضادات الحيوية… هل تجاوزت الحد؟

ماجنوس جيسلين، كبير علماء الأوبئة في السويد، أعرب عن قلقه الشديد من أن السياسات الصحية المتشددة في وصف المضادات الحيوية بدأت تؤدي إلى عواقب كارثية.

“أفهم تمامًا خطورة مقاومة المضادات، لكن حين تكون العدوى بكتيرية، فالعلاج لا يؤثر على المقاومة بشكل كبير. لقد بالغنا في الحذر”، قال في تصريحاته.

وأضاف أن تكلفة الفحص والعلاج بسيطة جدًا مقارنة بحياة إنسان، مطالبًا بمراجعة معايير فحص التهاب الحلق، خاصة لدى الحوامل والفئات الأكثر ضعفًا.

معايير فحص بكتيريا المجموعة A حاليًا تشمل:

• درجة حرارة 38.5 مئوية أو أكثر

• تورم في العقد اللمفاوية أسفل الفك

• وجود صديد أو طبقات بيضاء على اللوزتين

• غياب السعال

لكن في حالة سَنّا، لم تُفعل هذه المعايير بدقة، ولم يتم اختبارها رغم اتصالاتها المتكررة بالرعاية الصحية.