“لا يمكننا الهروب من هذا الألم” ولية العرش السويدي فيكتوريا تشارك في مراسم تأبين ضحايا مجزرة أوريبرو في قداس مهيب

الأميرة فيكتوريا و زوجها دانييل يشاركون في مراسم قداس مهيب. Bild: Claudio Bresciani/TT

في أجواء مهيبة ومؤثرة، احتشد العشرات داخل كنيسة لينجبرو في أوريبرو، حيث ألقى رئيس أساقفة السويد، مارتن موديوس، خطبة مؤثرة خلال قداس الأحد، تناول فيها الحزن العميق الذي يعيشه السويديون بعد المجزرة المروعة التي شهدتها مدرسة ريسبرجسكا. الكنيسة، التي امتلأت بالمصلين، فتحت أبوابها منذ الصباح الباكر، حيث اصطف الناس في طوابير طويلة قبل بدء المراسم بساعة كاملة، نقلا عن وكالة الأنباء السويدية TT.

خلال خطبته، تحدث رئيس الأساقفة عن ضرورة مواجهة الألم والتعامل معه بدلًا من تجاوزه بسرعة، مشددًا على أهمية البقاء في الحزن ومعايشته كخطوة أساسية للتعافي. وقال: “يجب أن نبقى في الحزن ونتعامل معه، لا يمكن تجاوزه بسرعة. إن إشعال الشموع هو فعل صغير يحمل معانٍ عظيمة: إنه شعلة الألم، وشعلة الحزن، وشعلة الأمل”. وأضاف أن المجتمع في أوريبرو يمر بمرحلة عصيبة، وأن من المهم تقديم الدعم والمواساة للعائلات المفجوعة.

الحادث الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي، وأسفر عن مقتل عشرة أشخاص، لا يزال يلقي بظلاله الثقيلة على سكان المدينة، حيث عبر العديد منهم عن شعورهم بالصدمة وعدم التصديق. وأشار رئيس الأساقفة إلى أن هذه المأساة لا يجب أن تمر مرور الكرام، مؤكدًا أن المجتمع بحاجة إلى احتضان بعضه البعض في مثل هذه الأوقات العصيبة. وأضاف: “هكذا يجب أن يكون المجتمع الصالح، أن نقف معًا في مواجهة الحزن”.

حضر القداس ولية العهد الأميرة فيكتوريا والأمير دانيال، تعبيرًا عن تضامن العائلة المالكة مع الضحايا وأسرهم. وبعد انتهاء المراسم، تحدثت الأميرة فيكتوريا لوسائل الإعلام، معربة عن حزنها العميق إزاء الحادث. وقالت: “ما حدث يتجاوز الكلمات.. إنه شيء لا يمكن تصديقه. لكن في الوقت ذاته، أسمع قصصًا رائعة عن كيف يتكاتف الناس في أوربرو لدعم بعضهم البعض. أتمنى أن يشعر المتضررون بالدفء والمحبة التي يمكن أن تساعدهم في مواجهة هذه المحنة”. وأضافت أن حضورها اليوم كان ضرورة ملحة، وأنها وجدت في المراسم لحظة هدوء وتأمل وسط الحزن الكبير.

القداس ركز على رمزية النور وسط الظلام، حيث أشعل الحاضرون الشموع تكريمًا للضحايا. وأكد رئيس الأساقفة أن مثل هذه المراسم تساعد المجتمعات على معالجة الألم الجماعي، مشيرًا إلى أن هناك حاجة إلى المزيد من الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين. ختم حديثه بالقول: “الحزن سيبقى معنا لفترة طويلة، لكننا معًا سنجد طريقنا للخروج من الظلام نحو النور”.

الحادث الذي وُصف بأنه الأسوأ في تاريخ السويد الحديث، لا يزال يثير ردود فعل واسعة داخل البلاد وخارجها. وفيما تستمر التحقيقات في دوافع المهاجم، يواصل المجتمع السويدي البحث عن طرق لتضميد الجراح ومواجهة تداعيات هذا الاعتداء المأساوي.

المزيد من المواضيع