دال ميديا: تحذير جديد – وأكثر وضوحًا من أي وقت مضى – من أطباء الأعصاب في السويد: الاستنشاق المتكرر للغاز المضحك (Lustgas) ليس مزحة على الإطلاق. بل هو طريق مختصر إلى تلف دائم في النخاع الشوكي، أعراض عصبية معقدة، وحتى حالات تشبه مرض التصلب المتعدد (MS)، وفق ما كشفته أحدث صور الرنين المغناطيسي.
”كلما زادت الندوب… زادت الإعاقات”
في مقابلة مع التلفزيون السويدي، أوضح لوكاس لون، طبيب الأشعة العصبية، أن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أظهرت ندوبًا واضحة على الحبل الشوكي لمستخدمين مزمنين للغاز، قائلاً:
“كل ندبة تعني ضررًا عصبيا. وكلما زادت، زادت احتمالات فقدان القدرة على الحركة أو الإحساس.”
الغاز، المعروف كيميائيًا باسم N₂O (أكسيد النيتروز)، يُستخدم طبيًا تحت إشراف في حالات الولادة والتخدير، لكنه بات يُستخدم ترفيهيًا على نطاق واسع بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا – ما أدى إلى موجة من الحالات الطارئة في مستشفيات السويد.
الهجوم الصامت على فيتامين B12
بحسب إيدا واهلستروم، طبيبة الأعصاب في مستشفى كابيو سانت غوران:
“الغاز يعطّل وظيفة فيتامين B12 الضروري لحماية الأعصاب. ينهار الغشاء الواقي حول الألياف العصبية – فيُصاب الدماغ والحبل الشوكي.”
تبدأ الأعراض غالبًا بتخدر في الأطراف، ضعف في الساقين، صعوبة في التوازن، وحتى فقدان السيطرة على المثانة. وفي بعض الحالات المتقدمة: ذهان، اضطرابات ذاكرة، وتغيّرات في الشخصية.
الأرقام تتحدث: الطوارئ تستقبلهم أسبوعيًا
أطباء الأعصاب في ستوكهولم وحدها يستقبلون حالة أو اثنتين كل أسبوع بسبب إساءة استخدام الغاز، وغالبًا ما يكون السؤال الأول في قسم الطوارئ حاليًا:
“هل استخدمت غاز الضحك؟”
رصد الوباء… من المكالمات
وفقًا لإحصاءات مركز معلومات السموم السويدي (GIC)، تلقى المركز منذ بداية 2025 427 اتصالاً طبيًا متعلقًا بالغاز، مقابل 1167 مكالمة في العام 2024.
ويُلاحظ ارتفاع ملحوظ في الأشهر الأولى من هذا العام، مع تضاعف المكالمات في يناير وفبراير مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
الندوب لا تُشفى دائمًا
الخبر الجيد؟ التوقف عن استخدام الغاز وتناول فيتامين B12 قد يُساعد على التعافي في المراحل المبكرة.
لكن، كما يحذّر لون:
“حتى بعد العلاج، قد تبقى الندوب العصبية للأبد… والتبعات طويلة الأمد ما تزال غير معروفة تمامًا.”
المصدر: SVT