دال ميديا: تشهد السويد حالياً أكبر توسع في قدراتها على زرع الألغام منذ أيام الحرب الباردة، وذلك في ظل التصعيد العسكري المتزايد في أوروبا وتغير المشهد الأمني الإقليمي.
ويشمل هذا التوسع تطوير ألغام جديدة وزيادة القدرة على تنفيذ عمليات زرع ألغام واسعة النطاق، بحسب ما صرّح به أوسكار إيلاردت، قائد كتيبة في فوج المهندسين العسكريين الثاني (Ing2) بمدينة إكخو.
“اللغم المزروع في المكان المناسب يمكن أن يكون له تأثير يعادل دبابة”، يقول إيلاردت.
أوكرانيا مصدر الإلهام… والألغام في قلب التكتيك
في ظل الحرب في أوكرانيا، أصبحت الألغام من أبرز الوسائل الدفاعية التي أثّرت بعمق على طبيعة المعارك، حتى أن البلاد تُعد الآن الأكثر امتلاءً بالألغام في العالم. ويبدو أن القوات المسلحة السويدية تراقب ذلك عن كثب، معتبرة أن الألغام باتت وسيلة فعالة في إعاقة تقدم العدو وحماية الأراضي.
إيلاردت يقول إن الهدف هو منع العدو من استخدام أراضي السويد أو أراضي الحلفاء، مضيفاً أن تطوير القدرات يشمل ألغامًا تنشط بالضغط أو عبر الاستشعار المغناطيسي.
الألغام تُسجل… لكن خطرها لا ينتهي
في السويد، يتم تسجيل موقع كل لغم يُزرع بدقة بهدف إزالته لاحقاً، إذ قد تظل نشطة لعقود. إلا أن هذا لا يُطمئن بعض المنظمات الحقوقية.
“اللغم لا يُفرّق بين مركبة عسكرية وسيارة مدنية”، يقول مانس مولاندر من منظمة هيومن رايتس ووتش، محذرًا من أن استخدام الألغام حتى القانونية القانونية منها قد يتعارض مع قوانين الحرب إذا أُسيء استخدامها.
ويقترح مولاندر حلولاً بديلة لمراقبة الحدود مثل المراقبة الجوية عالية التقنية وأنظمة الإنذار الذكية التي لا تُعرّض المدنيين للخطر.
ما الفرق بين ألغام الأفراد وألغام المركبات؟
وفقًا لاتفاقية أوتاوا، يُحظر استخدام ألغام الأفراد (truppminor) في معظم الدول، بينما ألغام المركبات (fordonsminor) لا تزال مسموحة، شريطة تسجيل مواقعها وإزالتها لاحقاً. ويُمنع إطلاق ألغام الأفراد من الجو إلا إذا كانت مزودة بآلية تدمير ذاتي.
السويد تلتزم بهذا الإطار، وتستخدم فقط الألغام المضادة للمركبات، لكنها تُوسّع الآن استخدامها بطريقة تطرح تساؤلات حقوقية وأخلاقية في زمن الحرب.
المصدر: SVT