لماذا لا يحتفل السويديون حقًا بالعيد الوطني؟ أستاذة تجيب: “نحن فقط لسنا بهذه الوطنية”

اليوم الوطني السويدي. harnosand

دال ميديا: في بلد تُغلق فيه المحال عند السادسة مساءً، ويُعتبر التعبير العاطفي العلني شيئًا من “قلة الذوق”، لم يكن غريبًا أن يمرّ اليوم الوطني للسويد (6 يونيو) وكأنه أحد تلك الأيام الرمادية في منتصف الأسبوع… لا ضجيج، لا أهازيج وطنية، ولا حتى نفير واحد لألعاب نارية.

السويديون، كعادتهم، يحتفلون بصمت… أو لا يحتفلون على الإطلاق.

من يوم “العَلَم” إلى عطلة رسمية

لنعد إلى الوراء قليلاً…
السويد لم تكن تملك يومًا وطنيًا رسميًا قبل عام 1983، وهو العام الذي أُقرّ فيه “اليوم الوطني” ليحل مكان “يوم العَلَم”. وقبلها، كان 6 يونيو مجرد مناسبة رمزية.

لكن لماذا اختير هذا التاريخ بالتحديد؟
لأنه يوافق تتويج الملك غوستاف فاسا عام 1523، وهو المؤسس الفعلي للسويد الحديثة، وأيضًا يوافق تاريخ إقرار أول دستور ديمقراطي للبلاد عام 1809.

مع ذلك، لم يكن هذا كافيًا لتحريك المشاعر. وحتى حين أصبح اليوم الوطني عطلة رسمية عام 2005، بقي الكثير من السويديين غير متأكدين من كيفية التعامل معه: هل نحتفل؟ كيف؟ بمن؟ ولماذا أصلًا؟

النرويجيون يحتفلون… ونحن نذهب للغابة!

في النرويج مثلًا، يتحول 17 مايو إلى كرنفال شعبي ضخم، حيث يخرج الناس بأزياء تقليدية، ويتحوّل الأطفال إلى كائنات تطلق الأعلام والبالونات في كل اتجاه. أما في السويد؟ فالإجماع الشعبي أقرب إلى عبارة: “دعنا نذهب إلى الغابة ونشوي النقانق، أو نبقى في البيت ونتابع Netflix”.

البروفيسورة بيرغيتا ميرلينغ، أستاذة الأنثروبولوجيا الثقافية في جامعة أوبسالا، تقولها بصراحة:

“الكثير من السويديين لا يشعرون بعلاقة وجدانية قوية مع فكرة ’الوطن‘، واليوم الوطني هو ببساطة يوم عطلة إضافي بالنسبة للكثيرين”.

وطنية على الطريقة السويدية

السؤال المحرج هو: لماذا؟ لماذا لا يحتفل السويديون كما يجب؟
الجواب قد يكون مزيجًا من التاريخ، والثقافة، والمزاج العام.

فالسويد لم تُخض حروبًا كبرى منذ أكثر من 200 عام، وافتخرت دومًا بنموذجها الهادئ المحايد، ما جعل الحس القومي يتوارى لصالح شعور بالاستقرار والبُعد عن الدراما.

كما أن السويديين يميلون بطبعهم إلى تجنّب التعبير المفرط عن المشاعر الوطنية، خشية أن يبدو ذلك قريبًا من “التطرف القومي”، وهي حساسية تعود إلى تجارب أوروبية مريرة في القرن العشرين.

أميركي يُعلّق: “هل هناك فعلاً عيد وطني؟”

مارتن هانسن، وهو سويدي عاش سابقًا في الولايات المتحدة، يعلّق على الفرق قائلاً:

“في أميركا، نخطط لاحتفالات الرابع من يوليو قبل أسابيع، بينما في السويد… أنت محظوظ إذا تذكّرت أن اليوم هو العيد الوطني أصلاً!”

المعركة بين السويد والنرويج؟ حُسمت لصالح الأزياء والأغاني

عندما طُلب من البروفيسورة “ميرلينغ” مقارنة بين احتفالات النرويج والسويد، أجابت بلا تردد:

“النرويج تفوز بسهولة. إنهم يعشقون فكرة الوطن، ولديهم تاريخ من النضال من أجل الاستقلال. أما نحن… فربما نحتاج إلى ورشة عمل في حب الوطن”.

المصدر: التلفزيون السويدي، وكالات، دال ميديا

المزيد من المواضيع