ماء دافئ وأمان بدل الأدوية والصراخ: أكثر من 17 منطقة سويدية تعتمد “الولادة في الماء” رسميًا

الولادة تحت الماء في السويد. Foto: Greta Hansson Vikström/SVT

دال ميديا: في عام 2019، كانت الولادة تحت الماء في السويد أشبه بالأسطورة الطبية، محصورة في أربع مناطق فقط على امتداد البلاد. أما اليوم، وبعد مرور خمس سنوات، أصبحت هذه الممارسة منتشرة في 17 من أصل 21 منطقة سويدية – والفضل يعود جزئيًا إلى تغير نظرة المجتمع نحو تجربة الولادة، والدفع المتزايد نحو بدائل أكثر “إنسانية” وهدوءًا.

الخبر الأحدث جاء من مدينة كارلستاد، مركز مقاطعة فيرملاند، حيث أعلنت مستشفى كارلستاد المركزي عن بدء تقديم خيار الولادة تحت الماء رسميًا، بعد تجهيز أول حوض ولادة قابل للنفخ في قسم التوليد.

“إنه أمر مذهل… لقد كان هذا حلمًا نعمل على تحقيقه منذ سنوات، ولم تتوفر الظروف المادية والعملية إلا الآن”،تقول شارلوت ستينستروم، مديرة قسم الولادة في المستشفى.


لماذا تأخرت فيرملاند في تطبيق الولادة تحت الماء؟

في وقت طبقت فيه مناطق مثل ستوكهولم، سكونه، وفيسترا يوتالاند نظام الولادة المائية منذ سنوات، كانت فيرملاند متأخرة نسبيًا، الأمر الذي أثار تساؤلات في أوساط الحوامل والعاملين في المجال الصحي.
لكن مديرة القسم أوضحت السبب:

“خلال السنوات الماضية كان علينا التركيز على الاستقرار في الكادر الطبي. لقد قمنا بتوظيف عدد كبير من القابلات والمساعدات الجدد، وكان من الضروري تدريبهم وتثبيتهم قبل إدخال نظام جديد يتطلب مهارات وخبرة خاصة.”

وبالفعل، جرى تدريب ثلاث قابلات ومساعدتين صحيتين ليكنّ ضمن ما يُعرف بـ”فريق الماء”، إضافة إلى تدريب أطباء مختصين على إجراءات الولادة في الماء، تحسبًا لأي طارئ.


لمن تُتاح فرصة الولادة تحت الماء؟

ورغم الحماس الذي يرافق هذه الخدمة، فإنها ليست متاحة للجميع. فقد وضعت منطقة فيرملاند (مثل باقي المناطق السويدية) مجموعة من الشروط الطبية الصارمة، لضمان أن الولادة المائية آمنة لكل من الأم والطفل، منها:

  • أن تكون الولادة طبيعية وغير معقدة.

  • أن يكون هناك جنين واحد في وضعية رأسية (الرأس أولًا).

  • أن يكون الحمل مكتملًا (بين الأسبوع 37 و41).

  • أن تكون المؤشرات الحيوية للجنين طبيعية.

  • أن تكون الأم قادرة بدنيًا على دخول وخروج الحوض بمفردها.


ماذا يقول الأطباء عن الولادة تحت الماء؟

الولادة تحت الماء ليست مجرد مشهد شاعري، بل تقوم على فوائد طبية مثبتة. وفقًا لما تقوله القابلة أراسلي كارانزا، وهي من بين أوائل المساعدين في ولادات مائية بالسويد:

“الماء يوفر تخفيفًا طبيعيًا للألم، ويخلق بيئة تساعد الأم على الاسترخاء والاحتفاظ بإحساسها بالسيطرة أثناء الولادة.”

تشير دراسات عديدة إلى أن النساء اللواتي يلدن في الماء يحتجن إلى مسكنات أقل، و يصفن التجربة بأنها أكثر خصوصية، وهدوءًا، وأقل توترًا من الولادات التقليدية.


أين تُتاح هذه الولادات حاليًا في السويد؟

من أصل 21 منطقة في البلاد، تقدم 17 منطقة حاليًا الولادة تحت الماء، منها:

  • ستوكهولم: حيث تقدم جميع المستشفيات السبعة هذه الخدمة، بأعداد متفاوتة (مثلاً 109 حالة في BB St Göran، و98 في BB Stockholm عام 2023).

  • سكونه، يوتبوري، أوبسالا، يونشوبينغ، دالارنا، فيستربوتن، سوندسفال، سورديرتاليه، سكونه، وغيرها.

أما المناطق الأربع التي لا تقدمها حتى الآن فهي:

  • كروْنوبيري (بسبب نقص في التجهيزات).

  • أوربرو (بسبب ضعف شبكة الصرف الصحي في الأبنية القديمة).

  • يافليبوري (بانتظار إعادة بناء غرف الولادة).

  • بليكينغه (جارٍ إعداد خطة تطبيق).


تجربة على وشك الولادة…

بالنسبة لـأنتونيا نولين، الحامل بطفلها الثاني والمقيمة في فورشهوغا (ضمن منطقة فيرملاند)، فإن الخبر كان مفاجأة سعيدة:

“أعتقد أنه من الرائع أن تتوفر بدائل متعددة… فكرة الولادة في الماء تشعرني بالفضول والحماس، خاصة أن التجربة الأولى لي كانت مؤلمة.”


في الختام:

الولادة تحت الماء لم تعد مجرد رفاهية أو مشهد من الأفلام الوثائقية، بل أصبحت جزءًا من السياسة الصحية السويدية في دعم تجارب ولادة متنوعة ومخصصة حسب احتياجات كل امرأة.

وفي بلد يهتم بمفهوم “الرعاية الشخصية” و”تجربة الولادة” كحق فردي، يبدو أن الحوض القابل للنفخ في مستشفى كارلستاد ليس سوى البداية لموجة من التغيير… لا تزال تتوسع في جميع الاتجاهات.

المصدر: SVT

المزيد من المواضيع