ستوكهولم: تواجه دورات التجارة الإلكترونية المدفوعة، التي يتم الترويج لها كطريق مختصر لحياة مترفة ومرنة، تدقيقًا متزايدًا بعد تلقي عشرات الشكاوى بشأن غموض المحتوى وشروط الاسترداد المخفية.
وعود براقة لجذب العملاء
يقدم رواد الأعمال في مجال التجارة الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أسلوب حياة فاخر مليء بالسيارات الرياضية والأموال الوفيرة، ويعدون عملاءهم بتحقيق عوائد تصل إلى 100,000 كرون سويدي أو استعادة أموالهم بالكامل.
الدورات، التي تصل تكلفتها إلى 45,000 كرون، تستهدف الشباب الباحثين عن النجاح السريع، مع وعود بعدم الحاجة إلى خبرة سابقة أو ساعات عمل طويلة.
“قلة قليلة فقط يمكنها تحقيق النجاح بقليل من الجهد. الغالبية العظمى من الشركات الناشئة لن تتمكن من المنافسة على المدى الطويل”، صرح يوناس كوليندر، الباحث في كلية التجارة في ستوكهولم، معبرًا عن انتقاده لهذه الإعلانات.
شكاوى عديدة بسبب الشروط الغامضة
وفقًا لتقرير أعدته SVT، فإن ست دورات تعليمية تلقت ما لا يقل عن 26 شكوى مقدمة إلى لجنة شكاوى المستهلكين بشأن نقص المحتوى الموعود والشروط غير الواضحة لاسترداد الأموال.
شركة The Vision Club، إحدى الشركات التي تروج لدورات التجارة الإلكترونية، تم الإبلاغ عنها خمس مرات بسبب عدم الإفصاح عن شروط استرداد الأموال بوضوح أثناء عملية البيع.
عند سؤال الشركة عن هذه الشروط، قال مديرها التنفيذي لوكاس بينغتسون:
“نحن نوضح الشروط عندما يُطلب منا ذلك، وإذا كان هناك تقصير في حالات فردية، فسنعالج الأمر داخليًا.”
خداع بصري في النصوص القانونية
شركة أخرى، Ecomverse، تعرضت لانتقادات بسبب إخفاء عبارة “تنطبق الشروط” داخل نصوص غير مرئية تقريبًا على موقعها الإلكتروني.
“الإشارة إلى الشروط العامة يجب أن تكون واضحة. إخفاؤها بهذا الشكل يعتبر تضليلًا”، قالت كريستينا رامبيرغ، أستاذة القانون المدني.
وفي رد عبر البريد الإلكتروني، اعترف المدير التنفيذي للشركة إدفين آرففين بالخطأ قائلاً:
“نحن بشر وقد نرتكب أخطاء. لقد قمنا الآن بتصحيح الأمر وجعلنا الشروط واضحة للجميع.”
التحديات الحقيقية للتجارة الإلكترونية
على الرغم من الترويج المكثف لحياة مثالية دون عناء، يؤكد الخبراء أن السوق التنافسي للتجارة الإلكترونية مليء بالتحديات التي تحتاج إلى خبرة، وقت، واستثمار حقيقي لتحقيق النجاح.
“هناك منافسة شرسة تجعل من الصعب بدء وإدارة مشروع تجاري ناجح”، أضاف كوليندر.
نصيحة للمستهلكين
يحذر الخبراء من الانجراف وراء العروض البراقة دون التحقق من الشروط القانونية والمحتوى الفعلي للدورات. ومع تصاعد الشكاوى، يبقى الحذر ضروريًا لضمان عدم الوقوع في فخ التسويق المضلل.
المصدر: SVT