مراهقون “بلا رحمة” ودماء على عتبة البيت: جريمة قتل أب لثلاثة أطفال تهز بلدة جنوب السويد

الشرطة السويدية . Foto: Blåljusbilder/TT

دال ميديا: في أغسطس 2024، استفاق سكان بلدة سكوروپ الهادئة جنوب السويد على جريمة صادمة: رجل في الأربعينيات من عمره وأب لثلاثة أطفال يُقتل بالرصاص في منزله، أمام أعين أطفاله.
لكن الأكثر إثارة للذهول لم يكن فقط الجريمة ذاتها، بل أن القاتل المشتبه به يبلغ من العمر 14 عامًا فقط، وينتمي إلى مجموعة يصفون أنفسهم بـ”العيال الباردين” — Iskalla grabbar.

من أمر بقتل الأب؟ ولماذا؟

بحسب تحقيقات الشرطة، فإن الطفل لم يكن يعمل بمفرده. بل تشير الأدلة إلى مؤامرة متكاملة الأركان تضم خمسة فتيان تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عامًا، يشتبه في أن أحدهم أطلق النار، فيما ساعد الآخرون في التخطيط والتنفيذ.

لكن الخيوط لا تتوقف هنا. فالتحقيقات قادت إلى رجل يبلغ من العمر 27 عامًا، يُعتقد أنه من أعضاء شبكة “فوكس تروت” Foxtrot الإجرامية، وهو حاليًا مطلوب دوليًا بعد أن طُرد سابقًا من السويد.
تُرجّح الشرطة أن هذا الشخص هو من أمر بارتكاب الجريمة عن بُعد، في عملية يُشتبه أنها تمت ضمن صراعات عصابات كبرى.

أطفال في قفص الاتهام… ولكن بلا عقوبة قانونية

السويد، مثل العديد من الدول الأوروبية، لا تُحاسب جنائيًا أي شخص تحت سن الخامسة عشرة. ومع ذلك، ونتيجة خطورة الجريمة وبشاعتها، لجأت النيابة إلى إجراء قانوني نادر يُعرف بـ**”bevistalan”** — إجراء يُستخدم للتحقق من مسؤولية القاصر عن الجريمة دون توقيع عقوبة عليه.

في نهاية أبريل 2025، بدأت محكمة مالمو الابتدائية جلسات النظر في القضية، حيث يُحاكم اثنان من الفتية بتهمتي القتل وحيازة سلاح ناري، فيما يُتهم اثنان آخران بالمساعدة في القتل والشروع فيه.
كما تُجرى محاكمة منفصلة بحق أحد المتهمين وطفل خامس يبلغ من العمر 13 عامًا، بتهمة التخطيط لارتكاب جريمة قتل ثانية في ستوكهولم، لم تُنفذ في النهاية.

بيفستالن”: محاكمة بلا عقوبة

في السويد، تُستخدم بيفستالن في الحالات التي تكون فيها الجريمة خطيرة ويُحتمل أن تؤثر بشكل دائم على الضحايا أو المجتمع، حيث لا تهدف المحكمة إلى إصدار حكم بالسجن، بل إلى إثبات الوقائع وتقديم صورة واضحة للسلطات الاجتماعية لاتخاذ الإجراءات المناسبة، كالرعاية القسرية أو الإيداع في مؤسسات حماية الأحداث.

تساؤلات مؤلمة: كيف يتحول طفل إلى قاتل؟

قضية سكوروپ تفتح جرحًا في قلب المجتمع السويدي:
كيف يمكن لمجموعة أطفال أن يخططوا ويشاركوا في عملية اغتيال منظمة؟
ما الدور الذي تلعبه العصابات المنظمة في تجنيد القُصر؟
وأين تقع مسؤولية المجتمع، الأسرة، والمدرسة في كل ذلك؟

الصحفية صوفيا يوهانس من التلفزيون السويدي SVT، التي تغطي القضية، تقول:

عندما زرت سكوروپ، لم أجد فقط مسرح جريمة… بل وجدت مجتمعًا محطمًا، يعاني من صدمة أن الأطفال أنفسهم أصبحوا أدوات للقتل”.

المصدر: SVT

المزيد من المواضيع