دال ميديا: في زمن يعلو فيه الحديث عن الحرية والحقوق، كان ثلاثة أطفال ألمان يعيشون قصتهم الخاصة… قصة صادمة بين جدران منزل تحوّل إلى ما وصفته الصحافة الإسبانية بـ”بيت الرعب”.
أعلنت الشرطة الإسبانية يوم الأربعاء أنها أوقفت زوجين ألمانيين يُشتبه بأنهما احتجزا أطفالهما – توأمان بعمر ثماني سنوات وطفل في العاشرة – داخل منزل مهترئ في منطقة أستورياس شمال غرب البلاد، حيث عاشوا محاطين بالقمامة دون تعليم أو رعاية تُذكر.
الشرطة التي وصفت المشهد بأنه “صادم”، كشفت أن أحد الجيران أبلغ عن المنزل بعد ملاحظات غريبة: عدد القاطنين أكبر مما هو مسجّل رسميًا، وتدفّق مستمر لشحنات المواد الغذائية والأدوية، مع غياب تام لأي خروج أو دخول… وكأنهم يتبعون نصائح الحجر الصحي من عام 2021 بصرامة شديدة!
فرانسيسكو خافيير لوزانو غارسيا، مفوض الشرطة في أستورياس، علق على القضية قائلا:
“لقد تأثرنا جميعًا بجائحة كوفيد، لكن يبدو أن هذه العائلة اتخذت من العزلة أسلوب حياة دائم.”
التفاصيل التي كشفت عنها التحقيقات كانت أكثر رعبًا: الأطفال كانوا يرتدون حفاضات، ويضعون ثلاث كمامات جراحية فوق بعضها البعض. حتى الأب حين فتحت الشرطة باب المنزل، أصرّ على أن يضع الجميع الكمامات قبل الدخول، وكأننا أمام نسخة مشوهة من “اليوم الأول للجائحة”!
الرائحة الكريهة، الستائر المغلقة، والأطفال الذين لمسوا العشب بدهشة كما لو أنهم رأوه لأول مرة، كلها مشاهد جعلت رجال الشرطة يصفون التجربة بأنها “مؤلمة للغاية”.
الأطفال الثلاثة خضعوا لفحص طبي سريع ونقلوا إلى مركز متخصص لرعاية الأطفال، بينما أوقف الزوجان في مدينة أوفييدو بانتظار ما ستكشفه التحقيقات حول سبب وصولهما إلى إسبانيا وعزل نفسيهما بطريقة أثارت الكثير من علامات الاستفهام.