دال ميديا: الجل المعقم الذي أصبح صديق الجيب خلال الجائحة يواجه الآن خطر الحظر في أوروبا، بحجة ارتباطه بمخاطر صحية… لكن الأطباء يصفون الخطوة بأنها كارثية على النظام الصحي.
الاتحاد الأوروبي، الذي سبق أن حظر عدة مواد مسرطنة، يضع اليوم مادة الإيثانول تحت المجهر – المكوّن الرئيسي في معظم أنواع معقم اليدين والمطهرات الطبية.
ووفقًا للطبيب لارس روكسين، أخصائي التخدير والعناية المركزة في مستشفى أورنشولدسفيك، فإن مجرد التفكير في منع الإيثانول يعد تهديدًا مباشرًا للسلامة الطبية:
“إذا اختفى الإيثانول فجأة، فستكون العواقب وخيمة للغاية. سنشهد تفشيًا سريعًا للعدوى، خاصة في وحدات العزل والمستشفيات.”
ويضيف:
“وحدات الإنفلونزا أو فيروسات الشتاء ستخرج عن السيطرة، ناهيك عن خطر تفشي البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.”
الإيثانول، بخصائصه الطيارة والمطهّرة، لا يُستخدم فقط في القطاع الصحي، بل في مئات الصناعات، وهو ما يجعل الاستغناء عنه – حتى مؤقتًا – أشبه بمحاولة تشغيل مستشفى دون كهرباء.
مبادرة حظر الإيثانول جاءت من تقرير تقييم قدمته اليونان، يشير إلى أن المادة قد تكون مسببة للسرطان. لكن بحسب إلين شماولز، منسقة الاتحاد الأوروبي للمواد البيولوجية في هيئة التفتيش الكيميائي السويدية، فإن القرار النهائي سيستغرق على الأقل عامين من المراجعة.
من جهتها، تحذّر منظمة IKEM الصناعية من خطورة حظر الإيثانول دون بدائل واقعية:
“الإيثانول أثبت فعاليته كمطهّر لعقود. من الصعب العثور على مادة بديلة تتبخر بسرعة ولا تسبب أضرارًا أكبر”، تقول كريستينا نييميرت كارني، الخبيرة الكيميائية في المنظمة.
الموضوع لا يزال في مراحله الأولى، لكن النقاشات بدأت بالفعل بين الخبراء والسياسيين والعاملين في القطاع الصحي، خشية أن يؤدي قرار “بيئي” إلى أزمة صحية غير مسبوقة.
المصدر: tv4