من أولاند إلى غوتلاند: جفاف مبكر يثير قلق المزارعين في السويد

تحذيرات من الجفاف يضرب بعد مناطق السويد. inbrottslarm

دال ميديا: قبل أن تنطلق الموجة الأولى من الصيف، انطلقت موجة من القلق. في السويد، حيث يُفترض أن الماء يأتي مجانًا من السماء، تشير التوقعات إلى أن الموسم القادم قد يكون امتدادًا جافًا لما كان يفترض أن يكون شتاءً.

الشتاء الماضي مرّ بلا أمطار تُذكر، والربيع اكتفى بمشهد مشمس دون غيوم. النتيجة؟ بلديات سويدية بدأت بفرض حظر مبكر على استخدام المياه لأغراض الري، أي أن ملء بركة الحديقة قد يصبح – رسميًا – جريمة خضراء صغيرة.

لكن بعيدًا عن المروج الخضراء والمسابح البلاستيكية، هناك من يشعر بالقلق الحقيقي: المزارعون. في حقول الجنوب، وتحديدًا على جزيرة أولاندالتي تبدو وكأنها تحوّلت إلى صحراء مصغّرة، بدأ المزارعون يعدّون الأيام… لا لحصاد وفير، بل لتجنّب الأسوأ.

ماركوس هوفمان، الخبير في الاستدامة لدى اتحاد المزارعين السويديين (LRF)، يشير إلى أن الذكريات لم تَبرد بعد من صيف 2018، عندما واجهت البلاد أزمة جفاف غير مسبوقة. “كثيرون يتساءلون اليوم: هل ما نعيشه هو استثناء… أم أنه أصبح القاعدة الجديدة؟”، يتساءل هوفمان بصوت يختلط فيه العلم بالقلق.

منذ تلك الأزمة، قام كثير من المزارعين بحفر برك مائية لتخزين مياه الشتاء، في محاولة لمواجهة مواسم الجفاف. لكن هذه السنة، لم يكن هناك ما يكفي من “شتاء” ليملأ تلك البرك. “الأمطار لم تأتِ، والدلاء الفارغة ما زالت تنتظر”، يقول هوفمان.

القلق لم يبقَ في الريف وحده. حتى الأسر السويدية بدأت تتلقى تحذيرات بعدم ريّ الحدائق، أو ملء المسابح المنزلية. وفيما قد يرى البعض في ذلك نوعًا من التضحية الوطنية، فإن الزراعة قصة أخرى تمامًا. إذ عندما تنضب الآبار، لا يعود السؤال: “هل نسقي الورود؟”، بل: “من أين سنجلب الماء للماشية؟”.

ماركوس هوفمان يوضح أن عدداً متزايداً من المزارعين يتصلون بالبلديات أو الجيران بحثًا عن حل مؤقت: شراء مياه، أو استخدام آبار أعمق لدى الجيران. “الأمر لا يتعلق فقط بالموسم الحالي، بل بكيفية إدارة هذه الأزمة في السنوات القادمة”، يضيف هوفمان، مشددًا على أهمية التعاون المحلي.

أما بخصوص المياه الجوفية، فالوضع لا يبعث على الطمأنينة. إن لم تُخزَّن الآن، فقد لا تكون متاحة في أواخر الصيف، وقد يعيد التاريخ نفسه، لا كمأساة بيئية هذه المرة، بل كروتين موسمي جديد.

المصدر: aftonbladet

المزيد من المواضيع