دال ميديا: هل استشرت خوارزمية ذكاء اصطناعي قبل أن تستثمر؟ أو ربما تأثرت بمؤثر على إنستغرام ينصحك بالدخول في عالم الكريبتو؟ إذا كان الجواب نعم، فربما أنت في دائرة الخطر دون أن تدري.
أطلقت هيئة الرقابة المالية السويدية (Finansinspektionen)، اليوم الأربعاء، تحذيرًا شاملاً من موجة تضليل مالي رقمية تهدد المدخرين والمستثمرين، خصوصًا من فئة الشباب، في ظل الانتشار المتسارع لمؤثري المال على وسائل التواصل والاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات مالية.
وقالت موا لانغمارك، خبيرة حماية المستهلك في الهيئة:
“لا توجد طرق مختصرة لبناء الثروة في الأسواق المالية… وإذا بدا العرض جيدًا لدرجة يصعب تصديقها، فهو غالبًا كذلك.”
من “Finfluencers” إلى الذكاء الاصطناعي… تضليل بطابع عصري
تقرير حماية المستهلك لعام 2025 الصادر عن الهيئة سلط الضوء على تزايد اعتماد الشباب على مؤثري المال (“finfluencers”) في قراراتهم الاقتصادية، رغم أن هؤلاء لا يخضعون لأي رقابة أو محاسبة، خلافًا للبنوك والمستشارين الماليين.
وقالت لانغمارك:
“أكثر من واحد من كل خمسة شباب يتبعون نصائح مؤثرين ماليين قبل اتخاذ قرارات مالية… لكن هؤلاء قد تكون لهم دوافع شخصية أو تجارية، وليس بالضرورة أن يكون هدفهم مصلحة المتابع.”
ولم تسلم أدوات الذكاء الاصطناعي من الانتقاد أيضًا، إذ أكدت الهيئة أن الذكاء الاصطناعي لا يخضع لأي رقابة، ويعتمد أحيانًا على بيانات قديمة أو غير دقيقة، ما يجعله غير مناسب لتقديم نصائح مالية مصممة حسب ظروف كل مستخدم.
الكريبتو: تقلبات، خسائر… واحتيال
التحذيرات شملت أيضًا سوق العملات الرقمية، حيث حذرت الهيئة من تقلبات الأسعار الشديدة، والتي تدفع البعض للدخول في توقيت خاطئ والخروج بخسائر فادحة.
كما أشار التقرير إلى استخدام الكريبتو بشكل متزايد في عمليات الاحتيال، حيث يسهل على المحتالين إخفاء آثارهم باستخدام العملات المشفرة، ما يصعب تعقبهم أو استرجاع الأموال.
“بمجرد الخروج من النظام المالي التقليدي والانتقال إلى الكريبتو، تصبح فريسة أسهل للمحتالين”، تضيف لانغمارك، محذرة من هشاشة هذا السوق أمام الهجمات الإلكترونية والاختراقات التي أدت إلى خسائر ضخمة.
قائمة سوداء ونصائح عملية
الهيئة دعت جميع المستهلكين إلى زيارة موقع Finansinspektionen حيث يمكنهم التحقق من الجهات المرخصة والاطلاع على “القائمة السوداء” للجهات المشبوهة أو التي تم التحذير منها رسميًا.
“الحماية ليست مسؤوليتنا وحدنا، بل مسؤولية جماعية… من المنصات الرقمية إلى الأفراد أنفسهم”، تختم لانغمارك.
المصدر: TV4