دال ميديا: في عملية تجسس رقمي غير مسبوقة، كشفت تحقيقات استخباراتية غربية أن الجيش الروسي، عبر وحدة القرصنة الشهيرة “Fancy Bear”، تمكن من اختراق أكثر من ألف كاميرا مراقبة في رومانيا وعدد من دول الناتو المتاخمة لأوكرانيا، ما مكّن موسكو من رصد شحنات الدعم العسكري والغربي المرسلة إلى كييف.
التحقيق، الذي أجرته دول من بينها الولايات المتحدة، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، بولندا، إستونيا وتشيكيا، ونُشر عبر Radio Free Europe/Radio Liberty، أظهر أن الحملة بدأت مباشرة بعد غزو أوكرانيا في فبراير 2022، واستهدفت نقاطًا استراتيجية بالغة الحساسية.
كاميرات، إيميلات… ومحتوى إباحي
تبعًا للتقرير، اعتمد القراصنة الروس على هجمات “التصيد الموجه” (spearphishing)، حيث أرسلوا رسائل بريد إلكتروني مصممة بعناية لسرقة بيانات الدخول إلى كاميرات المراقبة، عبر مواقع وهمية.
في بعض الحالات، استخدموا ملفات إباحية محمّلة ببرمجيات خبيثة لاختراق الأجهزة المستهدفة – تكتيك مألوف للجهة التي تُعرف أيضًا باسم الوحدة 26165 في جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU).
رومانيا في مرمى النيران
تمكنت التحقيقات من رصد أكثر من 10 آلاف عنوان IP مخترق، تُنسب إلى ما يقرب من 1000 كاميرا مراقبة في رومانيا وحدها – لتصبح ثاني أكثر الدول تضررًا بعد أوكرانيا. كما شملت الاختراقات دولًا أخرى مثل بولندا والمجر وسلوفاكيا.
وحالما دخل القراصنة إلى الأنظمة، استطاعوا الوصول إلى البيانات الوصفية الحساسة: المواقع الجغرافية للكاميرات، أنواعها، نسخ البرمجيات، وحتى بيانات الدخول.
وبذلك، تمكن الروس من رصد أماكن العبور، محطات القطارات، والموانئ بشكل مباشر – بهدف تتبع مسارات المساعدات الغربية لأوكرانيا، وتوقيتها.
بوخارست ترد
في تعليق رسمي، قالت وزارة الدفاع الرومانية إنها بدأت بالفعل باتخاذ “الإجراءات الضرورية لمنع أي جمع غير مصرح به للمعلومات المتعلقة بوحداتها العسكرية وأنشطتها”، في إشارة إلى حجم الاختراق وخطورته.
المصدر: tv4