من التغطية المتهورة إلى الصحافة الأخلاقية.. الدروس القاسية للإعلام الفنلندي بعد مجزرة جوكيلا

صورة ارشيفية. Foto: Peter Dejong/AP/TT

دال ميديا: أثارت مجزرة مدرسة أوريبرو صدى واسعًا في فنلندا، حيث أعادت إلى الأذهان واحدة من أكثر الحوادث دموية في تاريخ المدارس الفنلندية، وهي مجزرة مدرسة جوكيلا عام 2007، والتي راح ضحيتها تسعة أشخاص في إطلاق نار وحشي هز البلاد.

لكن بجانب الفاجعة، كانت هناك فضيحة إعلامية مدوية في أعقاب الحادث، حيث تعرض الصحفيون الفنلنديون لانتقادات حادة بسبب استجوابهم المروع للطلاب الصدمة مباشرة بعد الحادث، دون أن يدرك بعضهم أنهم يتحدثون إلى وسائل الإعلام.

عندما يتجاوز الإعلام حدوده: دروس من فاجعة جوكيلا

في أعقاب مأساة جوكيلا، أجرت وسائل الإعلام مقابلات مع طلاب لا يزالون تحت وقع الصدمة، مما أثار جدلًا أخلاقيًا حادًا حول كيفية تعامل الصحافة مع الحوادث المأساوية. وسرعان ما قوبل هذا التصرف بموجة غضب عارمة في المجتمع الفنلندي، ما أدى إلى إطلاق حملة توقيعات واسعة ضد طريقة تعامل الإعلام مع الحادث.

نتيجة لهذا الضغط المجتمعي، اضطرت المؤسسات الإعلامية الفنلندية إلى مراجعة معاييرها الأخلاقية، وفرض إرشادات جديدة تحكم تغطية الأزمات، لضمان احترام الضحايا وأسرهم، ومنع إعادة صدم الناجين من خلال التغطية الإعلامية غير المسؤولة.

هل تعلم الإعلام من أخطائه؟

الآن، ومع عودة مأساة أوربرو إلى الأضواء، يعود التساؤل: هل تعلم الإعلام الدرس؟ أم أننا سنشهد أخطاءً مشابهة لما حدث في جوكيلا؟

تقول لورا يونتونن، المسؤولة في مجلس أخلاقيات الإعلام الفنلندي، إن ما حدث في عام 2007 كان لحظة فاصلة في تعامل الإعلام مع المآسي الوطنية، وتؤكد أن الصحافة تحمل مسؤولية كبرى في تغطية مثل هذه الأحداث دون استغلال آلام الضحايا أو انتهاك خصوصيتهم.

ومع التغطية الواسعة لحادثة إطلاق النار في أوربرو، تتجه الأنظار إلى الإعلام لمعرفة ما إذا كان سيلتزم بالمبادئ الأخلاقية، أم أن الأخطاء ستتكرر مرة أخرى؟

المصدر: svt

المزيد من المواضيع