دال ميديا: وسط دهشة المتابعين، وخليط من الاستغراب والتكذيب، تصدّرت الأنباء عن مشروع “برج ترامب” في دمشق واجهات النقاش السوري والعربي خلال الأيام الأخيرة. المشروع الذي أعلنت عنه مجموعة تايغر العقارية، ومقرها الإمارات، يهدف إلى بناء ناطحة سحاب تحمل اسم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العاصمة السورية، بعد أسابيع فقط من إعلان مفاجئ برفع العقوبات الأميركية عن سوريا.
وبحسب ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية، أكد وليد الزعبي، رئيس مجلس إدارة المجموعة، أن البرج المزمع إقامته سيضم 45 طابقًابتكلفة قد تصل إلى 200 مليون دولار. وقال الزعبي إن المشروع سيكون “رمزًا للسلام ورسالة بأن سوريا تستحق مستقبلاً أفضل”، حسب تعبيره.
الشركة بدأت بالفعل بمعاينة مواقع محتملة للبناء، وقد يتغير عدد الطوابق بحسب المخططات النهائية. كما أكد الزعبي أنه سيتقدّم هذا الأسبوع بطلب رسمي للحصول على تصاريح البناء، بينما لا تزال الشركة بانتظار موافقة علامة “ترامب” التجارية لتسمية البرج رسميًا.
“اسم ترامب سيكون محفورًا بالذهب”، يقول الزعبي، مضيفًا أن المشروع سيستغرق نحو ثلاث سنوات بعد إتمام الموافقات القانونية وتوقيع اتفاقية الامتياز مع مؤسسة ترامب.
الزعبي أشار أيضًا إلى أنه التقى بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في يناير الماضي، وناقشا المشروع ضمن رؤية لـ”إعادة سوريا إلى الساحة الدولية عبر التنمية والعمران”.
من السياسة إلى العقارات… هل هو واقع فعلاً؟
المشروع يأتي بعد إعلان مثير للجدل من ترامب خلال زيارته للرياض، أكد فيه رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا منذ عام 1979، استجابة لطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحسب الإعلان.
ورغم الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد على يد الفصائل العسكرية في ديسمبر الماضي، فإن العقوبات بقيت قائمة حتى إعلان ترامب، ما اعتبره البعض تحولًا جذريًا في الموقف الأميركي من الملف السوري.
في هذا السياق، يرى مراقبون أن مشروع “برج ترامب دمشق” ليس مجرد تطور عقاري، بل محاولة لإعادة رسم صورة جديدة لسوريا ما بعد الحرب، وإن كان الاسم الذهبي يحمل في طياته دلالات سياسية وتجارية شديدة الالتباس.
لكن، حتى الآن، لا تعليق رسمي من منظمة ترامب بشأن المشروع أو موافقتها على منح الاسم. كما أن تنفيذ مشروع بهذا الحجم في بلد لا يزال يتعافى من الحرب، يثير الكثير من الأسئلة أكثر مما يقدم من إجابات.