من تهمة القتل إلى حياة تحت التهديد: عائلة فتى من أوبسالا تواجه تبعات براءة لم تعلن كما يجب

الشرطة السويدية. Foto: Johan Nilsson/TT

دال ميديا: لم تمضِ سوى ثلاثة أيام على إعلان براءة فتى يبلغ من العمر 16 عامًا من تهمة ثلاثية قتل هزّت مدينة أوبسالا، حتى بدأت فصول معاناة جديدة لعائلته. وبينما طوت الشرطة ملف الاشتباه به، فتحت العائلة ملفًا آخر من الخوف والتهديدات والعزلة.

“لقد خلقوا لنا مشاكل وخطرًا حقيقيًا”، تقول والدة الفتى، في حديث مع قناة TV4، في إشارة إلى طريقة تعامل الشرطة مع قضية ابنها. فرغم إعلان براءته، تؤكد العائلة أن الشرطة لم تبذل جهدًا كافيًا لتوضيح ذلك للرأي العام، تاركة وراءها شائعات وأحكامًا مسبقة لا تزال تلاحقهم.

“أخبارنا صارت مادة للناس والخوف صار جزءًا من حياتنا”

بعد أن تصدّر اسمه عناوين الصحف كمتهم بقتل ثلاثة أشخاص، لم يكن من السهل أن يُمحى ذلك من ذاكرة الناس، حتى بعد إسقاط التهم. وتقول والدته:
“ما إن أعلنت الشرطة براءته حتى توقّعنا أن تخرج لتوضيح كل شيء، لكن الصمت تركنا وحدنا في مواجهة مجتمع لا يرحم”.

ولم تقف التداعيات عند حدود الشائعات، إذ اضطرت العائلة لتقديم عدة بلاغات للشرطة بسبب تهديدات طالتهم، وأجبروا على نقل أحد أطفالهم من مدرسته. وتشير وثائق مدرسية اطّلعت عليها القناة إلى أن الفتاة كانت في “حاجة ماسة إلى الحماية”، نتيجة الوضع المتوتر داخل المدرسة.

“كان الأطفال يريدون التشاجر معها… خفنا على سلامتها”

الوالدة، بصوت مخنوق بالحزن، تضيف:
“كان الأمر مؤلمًا، خاصة أننا شعرنا أننا عاجزون عن حمايتها. لا شيء يوجع الأم أكثر من رؤية الخوف في عيون أبنائها”.

الشرطة ترد: “التحقيقات معقدة والمجتمع يجب أن يفهم”

من جهتها، تقول كارين يوتبلاد، قائدة في القسم الوطني العملياتي بالشرطة السويدية (NOA)، إن الشرطة تبذل جهدها لتكون شفافة بشأن من يتم إسقاط الشبهات عنه.
“نحن نتألم كثيرًا عندما يتأذى أبرياء من شبهة لا تستند إلى شيء، لكننا لا نستطيع دائمًا الإعلان عن كل شيء في الوقت المناسب”، تقول يوتبلاد.

وتوضح أن التحقيقات في مثل هذه الجرائم المعقدة تتطلب استجواب عدد كبير من الأشخاص، وهو أمر لا يعني بالضرورة أنهم ضالعون في الجريمة.

خاتمة: البراءة لا تمحو الأثر

في وقت رفضت فيه شرطة أوبسالا الإدلاء بتعليقات إضافية، تبقى عائلة الفتى في مواجهة واقع قاسٍ، حيث لا تزال تُحاكم مجتمعيًا رغم إسقاط كل التهم. وبين قصور التوضيح الرسمي وشراسة الحكم الشعبي، يبدو أن الخروج من دائرة الاتهام لا يكفي للعودة إلى حياة طبيعية.

المزيد من المواضيع