دال ميديا: في خريف 2023، وبينما كانت السويد تعيش إحدى أعنف موجات العنف المرتبطة بحرب العصابات، اتخذ مجرم مدان قرارًا غير متوقع قلب مسار التحقيقات:
“بالا عمر”، عضو سابق في شبكات الجريمة المنظمة، أبلغ الشرطة بخطة اغتيال كان مشاركًا في تنفيذها… وأوقف عملية قتل كانت على وشك الحدوث.
القصة الكاملة التي كشفتها سلسلة “Dokument inifrån” على شاشة التلفزيون السويدي SVT، تُظهر تفاصيل دقيقة، بالصور والرسائل، من هاتف “بالا عمر” الشخصي، توثق كيف تحوّل من منفّذ محتمل إلى “غولّار” (واشي)، وشارك الشرطة كل شيء من غرفته في بورلينغه، حتى اقتحمتها الفرق الخاصة في اللحظة الحاسمة.
الصراع الذي تورط فيه كان جزءًا من حرب عصابة “فوكس تروت” الدامية، التي اندلعت بين شخصيتين رئيسيتين:
إسماعيل عبده، المعروف بـ”jordgubben” (الفراولة)، وروى ماجد الملقّب بـ”الثعلب الكردي” (Kurdiska räven).
لاحقًا، دخل مصطفى الجيبوري، المعروف بـ”بنزيمه”، على الخط وحاول تأسيس شبكة منفصلة، مما فاقم العنف ورفع مستوى التصعيد في البلاد.
بحسب الوثائق، كُلّف “بالا عمر” من قبل “بنزيمه” بالمساعدة في تنفيذ جريمة قتل ضد شخص ينتمي لمعسكر “الفراولة”، والذي تصادف أنه صديق مقرب له. عندها، قرر أن يفعل المستحيل: أبلغ الشرطة.
“قال لي: كلهم يجب أن يموتوا، لا أحد يُستثنى… لا يهم إن كانوا أصدقاء أو أعداء”، يقول بالا عمر عن إحدى محادثاته مع بنزيمه، واصفًا ما سمعه بأنه “جنون تام”.
وعلى الرغم من اتصاله بالشرطة، لم يُوقف المخطط على الفور. فقد استمر “بالا عمر” في التظاهر بالمشاركة، من تخزين السلاح إلى استقبال القتلة المأجورين في شقته، حتى تمكنت الشرطة من اعتقالهم في اللحظة الأخيرة.
الحصيلة القضائية كانت واضحة:
-
المنفذان حُكم عليهما بالسجن بتهمة “التحضير للقتل” و”انتهاك قانون الأسلحة”،
-
المرسل الذي نقل السلاح إلى بورلينغه أدين هو الآخر،
-
بينما “بنزيمه” نفسه قُتل بالرصاص بعد الحادثة بفترة قصيرة.
أما المخططون الآخرون، فقد صدرت بحقهم مذكرات توقيف غيابية.
بالا عمر يعيش الآن في الخارج، ضمن برنامج حماية الشهود، ويؤكد أنه ما يزال مهددًا بالقتل من قبل بقايا الشبكات الإجرامية.
القضية تعكس حجم الانهيار الأخلاقي والعنف الممنهج داخل بعض الشبكات الإجرامية في السويد، حيث تتحوّل الصداقات إلى أهداف للاغتيال، ولا يُعترف بأي خطوط حمراء.