بروكسل: مع تصاعد التوتر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، دعا الأميرال روب باور، رئيس اللجنة العسكرية للحلف، المدنيين والشركات في دول الناتو إلى الاستعداد لصراع شامل مع روسيا خلال العشرين عامًا المقبلة. تأتي هذه التصريحات بينما يستعد الحلف لإجراء أضخم مناوراته العسكرية، التي تحاكي حربًا عالمية ثالثة.
تغيير شامل للحياة
في تصريحات نقلتها صحيفة “التليغراف” البريطانية، أكد باور أن الاستعداد للحرب لن يقتصر على القوات المسلحة فقط، بل يجب أن يشمل المدنيين أيضًا. وأضاف: “إذا اندلعت الحرب، سيحتاج الأمر إلى تعبئة جماعية وتغيير شامل في حياة الجميع”. وشدد على ضرورة وضع الحكومات أنظمة لإدارة هذه العملية وضمان الاستعداد الكامل للصراع.
وأشار باور إلى أهمية استعداد الصناعة أيضًا، مشيدًا بالسويد التي طالبت مواطنيها بالتحضير للحرب، مما أدى إلى زيادة التطوع في الدفاع المدني وارتفاع مبيعات المشاعل وأجهزة الراديو التي تعمل بالبطاريات.
الشركات تحت المجهر
لم تقتصر دعوة باور على المدنيين فقط، بل شملت أيضًا الشركات، حيث حثها على تعديل خطوط إنتاجها وتوزيعها لتكون أقل عرضة للابتزاز من دول مثل روسيا والصين. وأضاف: “قرارات الأعمال لها تداعيات استراتيجية على الأمن القومي، ويجب على الشركات أن تدرك أن الاقتصاد هو الذي يجلب النصر في الحروب”.
وشدد باور على أن الردع لا يقتصر فقط على القوة العسكرية، بل يشمل جميع الأدوات المتاحة، محذرًا من استخدام الدول المنافسة لعوامل مثل البنية التحتية والسلع لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.
التوترات تتصاعد
يُذكر أن الدعم الغربي القوي لأوكرانيا، خاصة من دول الناتو، ساهم في تفاقم التوتر مع روسيا، التي تعتبر توسع الحلف باتجاه حدودها تهديدًا لأمنها القومي وخطًا أحمر. ومع استعداد الحلف لمناوراته الكبرى، يبدو أن العلاقات بين الطرفين تتجه نحو مزيد من التعقيد، مما يجعل سيناريو الصراع الشامل أكثر واقعية.
