دال ميديا: في السويد، ارتفعت وصفات أدوية الغدة الدرقية بنسبة تقارب 50٪ منذ مطلع الألفية… لكن هل هذا دليل على تطور الرعاية الصحية؟ أم أننا نبالغ في العلاج؟
هذا ما يثيره الدكتور ماركوس أولوسون، أخصائي الطب العام، الذي لا يخفي قلقه قائلا: ان “الزيادة هائلة، وهناك احتمال كبير أننا نُفرط في العلاج في كثير من الحالات”، وذلك خلال مشاركته في برنامج على شاشة قناة TV4.
أرقام مرعبة… ومرض واسع الانتشار
يعاني نحو 4٪ من السكان من قصور في نشاط الغدة الدرقية (hypotyreos)، بينما تصل نسبة المصابين بفرط نشاطها (hypertyreos) إلى 1٪، حسب التقديرات. لكن العدد الحقيقي قد يكون أكبر، خاصة أن الكثيرين لا يُشخَّصون.
ورغم أن دواء Levaxin يُعد العلاج الأكثر شيوعًا للقصور، إلا أن سرعة وصفه أصبحت محل جدل.
“نحو 60٪ من الحالات التي تظهر فيها القيم غير الطبيعية تعود إلى طبيعتها بعد 3 أشهر بدون علاج”،
يؤكد أولوسون، مشيرًا إلى أن بعض الأطباء يتسرعون في صرف الدواء بدلًا من الانتظار والمتابعة.
أعراض شائعة… لكنها خادعة
قصور الغدة يترافق غالبًا مع التعب، البرودة، زيادة الوزن، جفاف الجلد، الكآبة والإمساك.
أما فرط النشاط فيترافق مع فقدان الوزن، التعرق الزائد، الأرق، والإسهال.
“الأعراض هذه شائعة جدًا، وخاصة بين النساء في سن اليأس. كثيرون يشعرون بأنهم يعانون من المشكلة لمجرد أنهم مرهقون”،
يقول الدكتور ماركوس.
هل المشكلة في الطب… أم في ثقافة العلاج السريع؟
يؤكد الطبيب أن كثيرًا من هذه الحالات لها علاقة بأمراض مناعية ذاتية، وهي أكثر شيوعًا لدى النساء. ويضيف بأسف:
“للأسف، هذه ضريبة الحياة… حتى الآن”.
هيئة الصحة السويدية لم تصدر بيانًا رسميًا بعد، لكن النقاش بدأ بالفعل حول ما إذا كانت ممارسات الطب العام بحاجة إلى إعادة تقييم منهجية، أم أن هذا مجرد انعكاس لتحسن التشخيص.