دال ميديا: في لحظة كانت يفترض أن تكون تتويجًا لسنوات من الدراسة، تجد لينيا – الطالبة السويدية التي أمضت خمس سنوات في دراسة علم النفس – نفسها على مفترق طرق: لديها شهادة، لكن لا يمكنها ممارسة المهنة. السبب؟ غياب فرص التدريب العملي الإلزامي PTP، والذي يُعد شرطًا أساسيًا لنيل ترخيص مزاولة مهنة علم النفس في السويد.
هذا النقص الصارخ في فرص التدريب دفع بوزير الشؤون الاجتماعية، ياكوب فورشميد (من حزب الديمقراطيين المسيحيين)، إلى توجيه انتقاد شديد اللهجة إلى المناطق الصحية ومزودي الرعاية في السويد، مطالبًا بتحمل مسؤولياتهم.
“لا يكفي على الإطلاق ما يحدث. تقليص عدد هذه الفرص خلال السنوات الأخيرة أمر غير مقبول، وهو انعكاس لنهج قصير النظر فيما يتعلق بإمداد القطاع بالكفاءات”، قال الوزير في تصريح لـTV4.
أرقام تقلق ووعود لا تكفي
تُظهر الأرقام أن عدد الأطباء النفسيين المتدربين ضمن نظام PTP ممن يتقاضون رواتب شهرية قد انخفض بنحو 12% خلال عامين فقط. كل ذلك في وقت يتصاعد فيه الضغط على منظومة الصحة النفسية، وتزداد فيه الحاجة لأخصائيين مدربين يقدمون دعمًا مهنيًا للمرضى.
“نواجه أزمة مزدوجة: طلاب ينهون دراستهم ولا يجدون فرصة ليبدأوا مسيرتهم المهنية، ومرضى لا يجدون من يقدّم لهم العلاج المطلوب”، قال فورشميد، مضيفًا: “إنه تبديد مؤسف للطاقة البشرية”.
ورغم أن الحكومة السويدية أعلنت عن استثمارات كبرى، بينها 1.6 مليار كرونة لتحسين رعاية الصحة النفسية والوقاية من الانتحار، إضافة إلى نصف مليار لتعزيز خدمات الرعاية النفسية الأولية، فإن نقص فرص PTP لا يزال عائقًا هيكليًا أمام تطوير القطاع.
شكاوى من الطلبة: “نُرفض لعدم توفر خبرة في مجالات دقيقة جدًا”
الطلاب الذين تحدثت إليهم TV4 عبّروا عن إحباطهم من أن فرص PTP القليلة المتوفرة غالبًا ما تتطلب خبرات خاصة جدًا في مجالات ضيقة، وهو أمر يصعب توفره حتى بعد إتمام الدراسة الجامعية.
فهل يجب أن تكون خبيرًا قبل أن تتدرب؟
“هذا غير منطقي”، يرد الوزير فورشميد، مؤكدًا أن مجرد حصول الطالب على شهادة علم النفس يجب أن يكون كافيًا ليحصل على فرصة التدريب الأساسي.
في الختام: الحاجة لتدخل حاسم
دعا فورشميد جميع المناطق الصحية ومقدمي الرعاية إلى التحرك العاجل لتوفير فرص PTP جديدة، مؤكدًا أن تقاعسهم يعني بالضرورة تأخير العلاج عن المرضى، وعرقلة مستقبل المئات من الخريجين الجدد.
المصدر: TV4