دال ميديا: في قصة حب تكنولوجية سياسية لم تصمد أمام مشروع ميزانية “ضخم وشائن”، انهارت العلاقة بين قطب التكنولوجيا إيلون ماسك والرئيس الأميركي دونالد ترامب، واصطدمت بخلاف قد يكلف برامج الفضاء الأميركية أكثر من 22 مليار دولار… ومكانًا على محطة الفضاء الدولية.
كل شيء كان يسير على ما يُرام. ترامب كان يُمجّد ماسك بوصفه “العبقري الحر”، وماسك كان في موقع الرجل الموثوق لإدارة هيئة الكفاءة الحكومية وخفض النفقات الفدرالية. علاقتهما بدت وكأنها زواج مصلحة بين المال والسلطة – حتى جاء مشروع الميزانية الجديد الذي أعدّه ترامب، فجاء الرد من ماسك مدوّيًا على منصة “إكس”:
“مشروع ترامب سيقودنا إلى ركود في النصف الثاني من هذا العام!”
ترامب لم يتحمّل “عقوق الابن المدلل”، وردّ بلهجة فيها الكثير من خيبة الأمل:
“إيلون وأنا كانت علاقتنا رائعة… لكنني خُذلت.”
وسرعان ما تحوّلت خيبة الأمل إلى تهديد مباشر بإلغاء العقود الحكومية الممنوحة لشركات ماسك، بما فيها العقود مع ناسا والبنتاغون. ماسك بدوره لم يُفوّت الفرصة، فلوّح بسحب مركبة “دراغون” من الخدمة – المركبة الفضائية الوحيدة حاليًا التي تنقل رواد الفضاء الأميركيين إلى محطة الفضاء الدولية، بعقد يتجاوز 5 مليارات دولار.
وبينما كانت وسائل الإعلام تحبس أنفاسها، تراجع ماسك بعد ساعات، كمن شعر أن المزاح بلغ مداه، وقال:
“نصيحة جيدة… لن نوقف تشغيل دراغون.”
لكن الضرر كان قد وقع… والرسالة وصلت.
زواج مصلحة أم طلاق مصالح؟
ماسك لم يكتفِ بالخلاف التقني، بل وجّه طعنة سياسية في خاصرة ترامب:
“من دوني، كان ترامب سيخسر الانتخابات!”
وبهذا التصريح، تحول من رجل الظل في إدارة ترامب إلى خصم علني على منصة “إكس”، المنصة التي يملكها، وتحوّلت منبرًا لتصفية الحسابات بين الملياردير والرئيس.
ترامب، المعروف بتقلباته العاطفية تجاه من لا يوافقه، لوّح بعقوبات غير رسمية، منها إعادة النظر في عقود إطلاق الأقمار الصناعية ستارلينك، وربما سحب ترشيح ماسك لأي مناصب حكومية مستقبلاً. أما ماسك، فاستعاد نغمة التهديدات، لكنه اكتفى بالتغريد، حتى الآن.
برامج الفضاء تدفع الثمن
إذا ما قرر ترامب فعليًا الانتقام عبر البيروقراطية، فذلك قد يُربك إيقاع ناسا، ويؤخر برامج الفضاء الدولية، خصوصًا أن المركبة الروسية “سويوز” تبقى مجرد بديل مؤقت، في ظل اعتماد أمريكا الكامل حاليًا على “دراغون” لنقل روادها.
والأهم أن العقود المهددة لا تشمل ناسا فقط، بل مشاريع دفاعية حساسة تتضمن إطلاق أقمار صناعية عسكرية، ما يعني أن النزاع لم يعد صراع رجال، بل صراع أنظمة.